أحداث وقعت في شهر شعبان

> حمد سكويلي:

> شهر شعبان حافل بالعديد من الأحداث التاريخية المهمة، ففيه أمر الله تعالى المسلمين بالجهاد في سبيله، وأوجبه عليهم، وألزمهم به، كما حوّلت القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في شهر شعبان، بعد أن صلّت جموع المسلمين إلى جهة بيت المقدس، وأحدث ذلك العديد من التساؤلات خاصّةً أنّ تحويل القبلة كان بعد الأمر بالجهاد، ومن الأحداث الواقعة في شعبان غزوة بدر الصغرى التي لم يحصل فيها قتالٌ بين المسلمين والكفار، وبلغ عدد المسلمين فيها ألفًا وخمسمئة مقاتل.

فرض الصيام في رمضان
حيث فرض الله تعالى الصيام على المسلمين في العاشر من شعبان من العام الثاني للهجرة، كما قال ابن كثير رحمه الله: “وفي شعبان فُرض صوم رمضان”، ولا بُد من الإشارة إلى أن زكاة الفطر فُرضت في نفس الوقت.

تحوّل قبلة المسلمين إلى الكعبة المشرفة:
حيث أمر الله تعالى المسلمين بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، بعد أن كانت قبلتهم باتجاه بيت المقدس لسنة ونصف، وتم بذلك نسخ أوّل حكم شرعي، وضرب الصحابة رضي الله عنهم أروع الأمثلة في الاستجابة لأمر الله تعالى دون أي تردّد أو تأخير، حتى إن بعضهم بلغهم حكم تحول القبلة وهم راكعون في الصلاة فداروا كما هم باتجاه الكعبة.

غزوة بني المصطلق
حيث وقعت هذه الغزوة المباركة في الثاني من شعبان من العام الخامس للهجرة، وكان سببها أن بعض الأخبار وردت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مفادها أن المشركين يتجمّعون لقتاله والقضاء على المسلمين، فأمر عليه الصلاة والسلام الجيش بالاستعداد، وباغت المشركين بالهجوم عليهم وهزَمهم، ومن الأحداث التي وقعت في هذه الغزوة افتضاح المنافقين الذين يسعون في إفساد المجتمع المسلم، من خلال الكذب، والتحريض، ونشر الفتن بين أبنائه، حيث حاولوا استغلال خلافٍ وقع بين المهاجرين والأنصار ليُشعلوا الصراع بين المسلمين، وقال رأس النفاق عبد الله بن أبي في ذلك اليوم قولته الخبيثة: “لئن رجَعْنا إلى المدينةِ ليُخرجَنَّ الأعزُّ منها الأذَلَّ”، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم تدخل مباشرةً وقال: (دَعُوهَا فإنَّهَا مُنْتِنَةٌ)، فدُفنت الفتنة في مهدها.

– في 9 من شعبان 932هـ = 21 من مايو 1526م:

السلطان المسلم بابر شاه ينتصر على جيش هندي ضخم، يضمُّ 100 ألف جندي وألف فيل في معركة “بانيبات” التي استمرت 7 ساعات فقط، وينتمي بابر شاه إلى سلالة تيمور التي أقامت حكمًا إسلاميًّا في الهند استمر 3 قرون.

– في 10 من شعبان 12 هـ = 20 من أكتوبر 633م:

معركة الحُصَيْد: بين المسلمين بقيادة “القَعْقَاع بن عمرو”، والفُرس بقيادة “رُوزَبَه”، وانتصر المسلمون، وفرَّ الجيش الفارسي بعد مقتل قائدهم.

– في 15 من شعبان 1294هـ = 25 من أغسطس 1877م:

مقالات أخرى للكاتب
القائد العثماني أحمد مختار باشا ينتصر على الجيش الروسي في معركة “كدكلر”، ويحصل من السلطان العثماني “عبد الحميد الثاني” على لقب “غازي” لانتصاراته المتعددة على الجيوش الروسية.

– في 18 من شعبان 967هـ = 14 من مايو 1560م:

الأسطول العثماني بقيادة طرغد باشا ينتصر على الأسطول الأسباني الصليبي في معركة “جربا” قرب تونس، في واحدةٍ من كبرى المعارك البحرية في التاريخ العالمي في تلك الفترة، ويقتل أكثر من ثلثي بحَّارة الأسطول الأسباني، في حين لم يسقط من العثمانيين سوى ألف شهيد فقط.

– في 20 من شعبان 852هـ = 19 من أكتوبر 1448م:

السلطان العثماني مراد الثاني ينتصر على جيوش أوروبا المسيحية المؤلَّفة من مائة ألف مقاتل في معركة” كوسوفا ” بعد 3 أيام من القتال الشرس الذي قُتِل فيه 17 ألف أوروبي، وتُعدُّ هذه الحملة الأوروبية هي الحملة السادسة التي تجهِّزها أوروبا لطرد العثمانيين من أوروبا لكنها فشلت في تحقيق الهدف.

– في 23 من شعبان 13هـ = 22 من أكتوبر 634هـ:

نشوب معركة “الجسر” بين المسلمين بقيادة “أبي عبيد” والفرس بقيادة ذي الحاجب “بهمن بن جاذويه”، وكانت معركةً هائلةً استُشهد فيها أبو عبيد، وتولَّى القيادة المثنى بن حارثة، ولم يوفَّق المسلمون في تحقيق النصر، وإنهم أبلَوا بلاءً حسنًا في المعركة.

– في 24 من شعبان 13هـ = 23 أكتوبر 634م:

نشوب معركة “أُلَّيْس الصغرى” بين المسلمين بقيادة “المثنَّى بن حارثة” والفرس وكان النصر فيها حليفًا للمسلمين.

ثورة يافا
بعد أن احتلت إنجلترا فلسطين في الحرب العالمية الأولى، وضعتها تحت ما يسمى بالانتداب الإنجليزي وأخذت في فتح باب الهجرة على مصراعيه لليهود بعد أن احتلت إنجلترا فلسطين في الحرب العالمية الأولى، وضعتها تحت ما يسمى بالانتداب الإنجليزي وأخذت في فتح باب الهجرة على مصراعيه لليهود، وذلك لإدخال وعد بالفور حيز التنفيذ، وأخذت أعداد اليهود في التزايد على أرض فلسطين، وتم تعيين وزير الداخلية الإنجليزي السير «هيربرت صمويل» وهو يهودي الديانة كأول مندوب سامي بريطاني على فلسطين، وفور وصول هذا الصهيوني إلى فلسطين سنة 1339هـ أصدر قرارًا بالسماح لليهود بتملك الأراضي ورفع معدل هجرة اليهود لفلسطين إلى 16500 مهاجر يهودي سنويًا.

ومع زيادة أعداد اليهود بفلسطين زادت حدة استفزازاتهم للمسلمين هناك، وشرعوا في ترويج فكرة حائط المبكى حتى وصلت الاستفزازات لذروتها في 24 شعبان سنة 1339هـ ـ 1 مايو 1921م، فاندلعت ثورة إسلامية كبرى في يافا (ثورة يافا) وانتشرت الثورة من يافا إلى باقي الشمال الفلسطيني، وصار المسلمون يهاجمون اليهود في كل مكان، وقتلوا منهم 47 وجرحوا 146، فهرع الإنجليز لنجدة إخوانهم الصهاينة وقمعوا الثورة بالقوة، فقتلوا 48 فلسطينيًا وجرحوا 73، واستمر الإنجليز في إخماد هذه الثورة عدة أيام، وكان اليهود أذل وأحقر من أن يواجهوا المسلمين الفلسطينيين.

"الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى