​الوديعة يا بديعة

>
تتهاطل تسريبات علينا من كل حدب وصوب وكلها تحدث ارتجاجا بالعقل السوي ليظل من حيرته يسأل والجواب ذاته الكل حائر مباغت يسأل عملًا بالقول المصري الشائع: اللي يسأل ماتهوش، مبعوث أممي يجيش ويرتب لقاءات واجتماعات وقوى سياسية من داخل الشرعية ومن خارجها تقدم رواها للحل الشامل للمبعوث الأممي وفجأة تتدخل قناة الجزيرة تعلن عن مبادرة يتبناها مجلس التعاون الخليجي للملمة الأطراف اليمنية للقاء بالسعودية ويتقدم الأمين لمجلس التعاون الخليجي بأنه يتعهد بتقديم الضمانات الكافية لوفد حركة أنصار الله إن قبل الدعوة، ويتفاجأ المرء بمحمد علي الحوثي بأن عرضا كهذا إنما هو عرض سعودي، ولن نقبل حوارا من طرف معتدٍ، وتؤكد الآلة الإعلامية لحركة أنصار الله أن حوارًا لن يتم مالم تتوافر له ثلاث عناصر:

الأول أن تأتي الدعوة من طرف محايد وتحديدا من سلطنة عمان.

الثاني أن يسبق الحوار إيقافًا للحرب عبر الهجمات الجوية.

الثالث رفع الحصار كاملا ويقصدون برا وبحرا وجوا، يقصدون ميناء الحديدة ومطار صنعاء بما يعني الحوار.

ترافق مع ذلك سيل من التسريبات التي كل منها يغني على ليلاه سواء ذلك الذي ينشد كما يرى إصلاحا لأحوال الشرعية وتعزيز مناعتها عبر مسار يقود للانتقال إلى خارطة دولة اليمن الموحد ذي الستة أقاليم وداخل هذا المقترح القاصر وطنيًا على مستوى اليمن كله كل طرف رتب نفسه أو من يدور في فلكه لينال نصيبًا من الكعكة خاصة إذا نجح تسويق ما يسوق له من تعيين ستة مساعدين للرئيس وداخل هذا المعترك الكل يدلو بدلوه حتى ينال نصيبًا من كعكة وطن.

الكل يتأهب لقضمه حتى وهو أشلاء يمر بمخاض اقتصادي عسير لم تعره الأطراف المتحفزة للانقضاض على أي مفصل وبعدها يحلها الحلال، لكنا نقول لن تمروا من ثقب إبرة أوضاع يصعب على من هو خارج اليمن أن يتصورها خاصة وبداية غرق سفينة نوح الجانحة منذ سبع سنوات وهي على مقربة من عامها الثامن، وهذا العام مغاير بالمطلق لأعوام خلت بشائرها مدمرة اقتصاديا، وسوف تزداد مع الارتفاعات المتوقعة لأسعار الطاقة والغذاء وقد بدأت مفاعيل ذلك تحدث آثارها ومتاعبها مع زيادات أسعار النفط وتقطع تموين السوق بحاجته من الغاز.

نعود للعنوان الذي اخترناه الوديعة يا بديعة، نحن نقصد الوديعة التي طال الحديث عنها والسيدة بديعة المواطنة اليمنية التي يفتك بها الغلاء وانعدام الرواتب والبطالة وتدهور قيمة سعر الريال الشرائية تلح وتسأل عائلها ما الحل وما الحل يأتيها جواب لا معنى له كما كان الوعد حين غيروا قيادة البنك المركزي المنقول من صنعاء إلى عدن بأن فرجًا سيأتي وحين تسأل كيف ذلك يكون الجواب الوديعة بها الدواء وبها العلاج الشافي، تصرخ بوجهه قائلة ألا تدري أن الوديعة قد شلوها من زمان من استقلال الجنوب وأنت كل ساعة تمكني الوديعة، أقول لك أحوالنا لا تطاق وأنت والحكومة واللي شلوا الوديعة في ملكوتكم تسبحون، معاكم خراج ترجعوا حقنا الوديعة وتصلحوا أموركم السياسية سواء عبر مخطط اقتصادي سليم كما يشير أهل العلم وإلا سنظل يا ساعية جري الصنبوق والأسعار تلهف ما تبقى لنا من ريالات، أما أنتم فقدكم تأخذون ماهياتكم بالدور اللي ندعو الله ينصر رفيقنا بوتين ويخرجنا من حنابة الدولار وألاعيبه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى