عن الرياض نتحدث...المرجعيات الثلاث عقدة مكتملة الأركان للفشل

> تحليل: نجيب صديق

>
تفكيك الأزمتين في كل شطر على حدة هو مفتاح الحل السياسي

اجمع العالم منذ أن اندلعت الأزمة السياسية وكارثة الحرب التي قصمت ظهر الوحدة وعطلت مسار الدولة المدنية في الجمهورية اليمنية..وأقصت الجنوب في حرب 1994م وتواصلت مخلفة آثارها حتى يومنا هذا.

وعليه فإن الحل السياسي هو مفتاح الحل.... وليس الحرب..

لكن ..الحرب التي أراد لها صناعها الديمومة ظلت قائمة تتواصل برمادها المدفون حتى اشتعلت مجددًا حرب مارس2015م

تمزيقًا لما بقى من هوامش الجمهورية اليمنية.

اليمن تاريخًا يتشكل من قسمين ( شمالي...جنوبي) أي شطرين هكذا أوجدها الخالق..وهي الحقيقة التي يحاول البعض إغفالها أو تغافلها إما مصلحة لأجندة في رؤوسهم..أو التنفيذ لمخطط يدار لتدمير اليمن بشطريه.

استمر الوضع السياسي المتعثر والمشوب بكوارث الوضع الاقتصادي والإشكالات الثقافية والاجتماعية التي تجر خيبة اليمن بمشارقه ومغاربه نحو المزيد من التعقيدات التي أوصلت إلى ما وصلنا إليه..( هناك مستفيدون من ديمومة الوضع الراهن).

هذا الوضع المتواصل من الأزمات والحروب لا ينفك إلا بمزيد من الاحتراب والأزمات إذ لم يجد حلًا سياسيًا لإنهائه.

تتجدد الدعوات للنخب من هنا وهناك للمشاركة في حل هذه الأزمة والحرب واستضافت بل استقبلت عواصم عدة الكثير من تلك اللقاءات لنخب أقل ما يمكن أن نقوله إنه( سراب بقيعة).

وهنا نود الإشارة إلى أن ماتم في العاصمة الأردنية مؤخرًا من لقاء مع دعوة المبعوث الأممي لايعني للواقع السياسي ولا للأزمة السياسية بعنوان.

واليوم.

والحديث عن المرجعيات الثلاث..أو المبادرة الخليجية أو قرار مجلس الأمن..أوغيرها من الأطروحات التي لم تحقق أية نسبة من النجاح للحل السياسي نظرًا للإشكالية التي يذهب إليها البعض والتي تحاط في معظمها بنفوس ومصالح لاتتعلق بحل نهائي للأزمة والحرب.

والذي يستدعي الأمر تجاوزها نظرًا للعقدة التي تحاط بها مكتملة الأركان للفشل.

لذا فإن الأمر ينبغي أن نجد آليات عمل وإرادة سياسية للحل النهائي يخرج اليمن شماله وجنوبه من الصراعات المتواصلة والحروب المتتابعة.

وماذا عن مؤتمر الرياض..؟

لقد أطلق الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي مؤخرًا إعلانًا رسميًا عن عقد مؤتمر لوقف الحرب والحل السياسي في اليمن ودعوة مايقارب عن 500 مدعو للمشاركة في هذا المؤتمر المزمع عقده قريبًا..( كيف تم اختيارهم) سؤال..؟

هذه التي أعتقد أنها ضمن سلسلة دعوات باءت حينها بالفشل ولم تحقق غايات سياسية للاستقرار والحل النهائي للبلاد شماله وجنوبه..

لقد ظل الوضع يتماهى من سبل الانعطافات والانكسارات التي لاتسمن ولاتغني من جوع من عقد مثل تلك اللقاءات أو الاجتماعات أو المؤتمرات.إلا بمزيد من النفع للمستحقات والمكافات للمشاركين فيها.

إذ إنهم هم العقدة وليس الحل في إطالة أمد الحرب وتداعياته.

إن الحل السياسي هو مفتاح الحل النهائي وهو المطلب الرئيس والعنوان الأول لوقف الحرب والاحتراب إذ لايمكن أن نتصور خارج ذلك الإطار الذي ينبغي تناوله ولن يتأتى إلا بمساعدة أنفسنا أولاً وثانيًا وثالثًا...ثم بمساعدة الأشقاء والأصدقاء..وعليه فإن الدعوة التي وجهها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي لابد وأن تترسخ قناعات وإرادة سياسية للحل السياسي.

ولن يتأتى ذلك إلا....

  1. العمل على تفكيك الأزمة وتفنيدها تسلسلًا حيث تضع عملية التفكيك مسألة الأزمة داخل الشطر الشمالي على حدة...والأزمة في الشطر الجنوبي على حدة.
  2. أن يتم معالجة سياسية بائنة وواضحة للوضع القائم و يتم وضع الشمال كمنظومة حكم وطني مستقل... وكذا وضع منظومة الجنوب حكم وطني مستقل...(أي ماقبل 22 مايو 1990).
  3. أن تتوفر الآليات المنفذة لتلك العملية ضمن إشراك خبراء متخصصين في حل النزاعات والأزمات ( دوليين...إقلميين عرب...محليين). وبإشراك ممثلين عن أطراف الأزمة والحرب.
  4. أن تلتزم كل الأطراف بالحل السياسي النهائي بتنفيذه ويصدر قرار بذلك من الجامعة العربية والامم المتحدة.
  5. أن يرفع البند السابع الخاص باليمن من أجندة الأمم المتحدة حال توقيع اتفاقية الحل السياسي النهائي.
  6.  أن يتم وضع فترة زمنية لا تزيد عن ثلاثة سنوات لتنفيذ الاتفاق.
  7. أن يتم توفر الدعم المادي والمعنوي بكافة أنواعه ووسائله وأنواعه للمساعدة في تنفيذ اتفاق الحل السياسي النهائي.
  8.  أن تقدم المساعدات المادية والمعنوية المطلوبة لمعالجة آثار الحرب والمشكلات الاقتصادية التي شهدتها اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي..

كل ذلك لن يتم إلا بإرادة سياسية وطنية تستدعي الوطن على الطاولة.

والله ولي التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى