الصراع الرئيسي في الحرب اليمنية

> لا يخفى على كل ذي بصيرة أن يرى أن الحرب في اليمن هي حرب إقليمية حرب إيرانية - سعودية بشكل مباشر، وبشكل غير مباشر من خلال أدواتهما اليمنية وهي نتيجة لتراكم نشاطهما في اليمن خلال سنوات طوال، ظهرت مؤشرات ذلك بشكل واضح وجلي في هذه الحرب التي بدأت في العام 2015م ومازالت مستمرة وأفرزت مناطق مسيطر عليها الحوثي وهذا يعني سيطرة ونفوذا إيرانيا ومناطق مسيطر عليها الانتقالي (الجنوب العربي)، وهذا هو موطن للمشروع العربي فأصبح الصراع في ظاهره صراعا جنوبيا - شماليا.

ففي الوقت الذي عملت إيران على تجريف أي تواجد عربي (سعودي) في الشمال وتأمين سيطرتها عليه والانطلاق منه باتجاه الجنوب للوصول إلى باب المندب وخليج عدن وشواطئ بحر العرب والقضاء على أي وجود للمشروع العربي وابتزاز الملاحة الدولية والاتجاه نحو السعودية والخليج والتضيق على مصر وأخذ الريادة لمنطقة الشرق الأوسط، فإيران ترى أن وجود جنوب حر ومستقل وقوي سيكبح مشروعها، بينما الشرعية ودول التحالف لا تريد الجنوب إلا أن يبقى رهينة إلى أن يتحقق حلمهم في عودة الشرعية إلى صنعاء، الذي يبدو بعيد المنال، تريد الجنوب يظل ضعيفا ومنهكا لأنها لا ترى مصالحها إلا في هكذا وضع للجنوب وتغطي ذلك بالحفاظ على الوحدة والجمهورية والمرجعيات الثلاث لتغشش على الناس فخلقت الصراعات الداخلية داخل الجنوب وإنهاكه بتدهور الخدمات وتدمير البنى التحية وتدمير الاقتصاد وسيادة الفساد في كل المفاصل، هذه السياسة الغبية تجعلها في خصومتها للجنوب مع الحوثي في جهلة واحدة ضد الجنوب وستخسر الجنوب إن استمرت في ذلك بعد أن خسرت الشمال كاملا.

كل هذا جعل الصراع في ظاهره وبشكل واضح وجلي شمالي - جنوبي وهو في الحقيقة كذاك، وهو الصراع الرئيس اليوم في المنطقة فكل ما هو سيء ومضر في الجنوب هو طريق مفتوح وحليف للحوثي وإيران، وكل ما هو إيجابي في الجنوب هو عدو للحوثي وهدف من ضمن بنك أهدافه العسكرية، فيجب أن ندرك أن كل ما يجري في الجنوب هو في إطار هذا الصراع وهذه السياسات، ولا نذهب لنفتش عنه في أماكن وهمية تجعلنا نحيد عن خصومنا الأساسيين، وعلى التحالف والشرعية أن يدركا أن انتصارهما لن يتحقق إلا بجنوب حر مستقل وقوي قادر على هزيمة الحوثي والمشروع الإيراني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى