كلمات من الذاكرة مع يابلي عدن

> بدأت أكتب في صحيفة "الأيام" منذ أغسطس 1994م وفتحت لي بابها للكتابة فيها أيام تمام وهشام، واستمريت حتى عام (2008) عندما توقفت قسرا.

كنا نجتمع في ديوان "الأيام" في حضرة الكثير من روادها وكتاباها ومحرريها، وكان يحضرنا الأستاذ نجيب اليابلي كنت أستمع إليه وهو يتحدث إلى هشام وأنصت إلى حديثه بإعجاب وأنا أترقب انفعالاته عندما يقول لا لا هذه مظلومية لا يجب السكوت عنها.

وينطق بعدها بكلمتين إنجليزي ليفهم من يفهمها ويجهل من يجهلها إلا أصحاب "الأيام" تمام وهشام الذي يؤيداه الرأي. توقفت "الأيام" ورحل عنا ومنها هشام، ولم أعد أكتب فيها.

ومرت أعوام التقيت به سلمت عليه وقبلت رأسه كما تعودت دائما، فالتفت إلي بابتسامته قائلا: "عامر.. فينك يا عامر.. مالك ما عاد تكتب؟ كنت تكتب تمام.

تعبت أقلامنا يا أبا جهاد، ومن عاد يقرأ أو يمكن يفهم؟

ونتبادل الحديث حتى يختم القول بضحكته، وبقوله لي "جيت بتخبرك يا عامر ويضحك".

يابلي عدن الأستاذ نجيب واحد من الأقلام التي حملت هم عدن وناسها وتاريخها ورجالها.

في إحدى المقابلات التلفزيونية (تقريباً قبل عام كنا نسجل معه في بيته وطلبنا أن يقلب لنا بعض مقالاته.. قلت له يا ليت تقلب وتحدثنا عن موسوعتك (رجال في الذاكرة) فأحضر الملف وفيه عدد كبير من المقالات التي نشرت في "الأيام" وبدأ يقلب فيها بحرص وهدوء ويحدثنا بما تحتويه من أعلام عدن وبشغف ودراية يواصل عن هذا وأسرة ذاك ومن كان هذا والصور حتى أنهى حديثه بطلب لم أكن أتوقعه أبدا:

(أتمنى أن تجمع هذه الموسوعة في كتاب وأجد من يطبعه وينشره).

كان الحديث مع اليابلي عن عدن بالذات يأخذك للتعجب والدهشة والانتظار، لأنه يتحدث عن مكنونة تسكن حنانيه وتعود حينما يذكر اسمها يرفع صوته: عدن.

لم أجد مثل يابلي عدن رجلا كاتبا ومثقفا انبرى بقلمه دوما ليرفع مظلوميتها وفي أحلك الظروف وبمعية العزيزة دوما "الأيام"، نم قرير العين هادئ البال يا أبا جهاد أيها اليابلي العدني الحبيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى