​تقرير: اليمن لاعب مؤثر في معركة الطاقة بالنظام الدولي

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
اعتبر تقرير نشره موقع قناة الميادين أن التصريحات السعودية الصادرة في الآونة الأخيرة حول عدم تحمّل الرياض أي مسؤولية في عرقلة وصول المعروض إلى الأسواق نتيجة العمليات اليمنية "تدخل ضمن تلك المعادلة. وبغض النظر عن سؤال: "ماذا تريد السعودية؟ وعلى من تضغط؟"، فإن الحدث وقع بتعرّض "أمن الطاقة" الغربي للخطر".

وقال التقرير التحليلي الذي أعده عباس الزين "بما أنّ الدول الكبرى المتحكمة في طبيعة النظام الدولي تعتمد بشكل كبير على الطاقة المستوردة، ولديها نقص استراتيجي في الطاقة، فإن الضربات اليمنية التي طالت إحدى أكبر منشآت ومصافي التصدير في العالم (لا نتحدث عن آبار فقط) جعلت مصادر الطاقة وسعرها خارج دائرة تحكّم هذه الدول، وجاء العامل الخارجي ليكون من سياساتها في مقاربة الأزمة من ناحيتين؛ إمّا الاعتراف بهذا العامل ودوره المؤثر والتفاوض معه بما يريده من مطالب، وإما مواجهة هذا العامل ومحاولة القضاء عليه".

وأضاف "على مدار 7 سنوات من الحرب على اليمن، حاولت الدول الغربية الكبرى القضاء على هذا العامل الخارجي المؤثر (العمليات اليمنية) وفشلت في ذلك، مع استمرار ضرباته وتصاعد حدتها وتأثيرها فيها. لذا، إن المنطق السياسي يدفع باتجاه ذهاب هذه الدول نحو التفاوض والاعتراف بهذا العامل بعد فشلها في القضاء عليه، كعامل مؤثر في "أمنها المتعلق بالطاقة".

وتابع "نتيجة ارتباط هذا الأمن بعلاقاتها الدولية، وارتباط تلك العلاقات بواقع هيمنتها على النظام الدولي، فإن هذا العامل بات مؤثرًا في النظام الدولي، إذ دفعه إلى الاعتراف به نتيجة تأثيره فيه وفي سياساته. هذا لا يعني بالضرورة إحداث تغييرات أو تشكيلات جديدة في النظام الدولي، لكنه على أقل تقدير يعطي العامل المؤثر في أمن الطاقة مكانة وحضورًا في هذا النظام، نتيجة اعتراف الأخير بتأثيره، الاعتراف بالأثر الذي يتركه هذا العامل (اليمن) في أمن الطاقة (كما فعلت السعودية) يعد سابقة، وستكون له تداعيات خطرة على أكثر من صعيد، إمّا من ناحية تجرّؤ عوامل أخرى على فرض نفسها من خلال هذا الباب، وإما الكشف عن ثغرة مهمة جدًا في تحديد الشروط التي سيفرضها اليمن في أي مفاوضات، ليس على الرياض فحسب، بل على عواصم غربية أخرى تتحكم في مسار الحرب ومصيرها أيضًا".

وذهب الكاتب إلى أن "الغرب يحاول الالتفاف على هذا التأثير بعدّة طرق، من ضمنها تحويل الحرب في اليمن إلى حرب بالوكالة بين فريقين، فالتصريحات الأميركية تحديدًا ركّزت في الأيام الأخيرة على اتهام إيران بأنها تقف خلف العمليات اليمنية، واعتبارها المحرّك في التوقيت والجغرافيا والهدف (كما جرت العادة)".

وقال: "تريد واشنطن من خلال ذلك عدم الاعتراف بالعامل اليمني كعامل جديد مؤثر في أمن الطاقة، باعتبار أن هذا الأمر سيدفع جهات أخرى إلى اتباع الخطوات اليمنية ذاتها، وفي الوقت الذي تتفاوض واشنطن مع طهران على برنامجها النووي، فإن الذريعة موجودة لإلصاق كل المؤثرات في المجالات الإقليمية السياسية والعسكرية بها، وهو الأمر الذي لم تنجر طهران إليه، ورفضت منذ البداية دمج الملفات على شاكلة غير موضوعية، فاليمن هو الذي يواجه وهو الذي يفاوض، وطهران لا تفاوض نيابة عنه، والوقائع التي يفرضها مسار الأمور مختلفة، وهي بطبيعة الحال تعود إلى العلاقة بين طهران وحلفائها في صنعاء".

وأضاف "اختيار التوقيت الدولي الحالي في التصعيد ضد منشآت النفط السعودية، لا سيما المصافي ومنشآت التصدير، هو توقيت يمني تهدف صنعاء من خلاله إلى الضغط على الدول المؤثرة في القرار والمتأثرة بأزمة الطاقة من أجل إيقاف الحرب ورفع الحصار، وهذا حق مشروع، بعد أن صمّت آذان المجتمع الدولي لسنوات تعرض فيها اليمن للقصف المستمر والتخريب العبثي".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى