مشاورات الرياض.. تطلع دولي وإقليمي لحراك جديد يحرك الجمود السياسي

> "الأيام" غرفة الأخبار

> أكدت مصادر مطلعة لـ"العرب" أن المشاورات تأتي في سياق بلورة رؤية خليجية موحدة لدعم المسار السياسي في اليمن، وامتدادا لتجربة مجلس التعاون الخليجي الناجحة في العام 2011، إضافة إلى ما تمثله من إلقاء حجر في بركة الجمود السياسي الذي عطل المسار التفاوضي في الأزمة اليمنية.

و​انطلقت في الرياض الأربعاء المشاورات اليمنية بحضور أطياف سياسية واجتماعية واسعة ومشاركة مكونات فاعلة على الأرض مثل المجلس الانتقالي الجنوبي والمكتب السياسي لقوات المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح، إضافة إلى قوى وأحزاب سياسية في الحكومة الشرعية، في خطوة قالت مصادر يمنية إنها تنعش المسار السياسي في اليمن رغم عدم حضور الحوثيين.

واعتبر مشاركون في المشاورات أن اللقاء سيكون خطوة أولى حاسمة نحو مفترق طرق في الحرب اليمنية من خلال إصلاح مؤسسات الشرعية اليمنية عبر توسيع دائرة القرار والمشاركة فيها واحتواء قوى ومكونات فاعلة، أو عبر استكمال ودعم الرؤية الأممية للحل السياسي.

ويراهن هؤلاء المشاركون على أن تضع المشاورات قيادة الشرعية اليمنية أمام مسؤولياتها تجاه الإقليم عبر اتخاذ قرارات تسهم إما في تهيئة المسرح اليمني للحسم العسكري في مواجهة التعنت الحوثي أو تذليل الصعوبات أمام سلام عادل يستند إلى المرجعيات الثلاث التي لا يبدو أن الحوثيين يمكن أن يقبلوا بها أمام شرعية غير قادرة على فرض شروطها.

وفي تعبير عن الدعم الدولي الواسع للمشاورات شارك المبعوث الأممي هانس غروندبرغ والمبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ في افتتاح المشاورات إلى جانب حضور الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي المنظمة للمشاورات والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والمبعوث السويدي إلى اليمن بيتر سيمنبي.

وقد عكست الكلمات التي ألقيت في جلسة الافتتاح التي حضرها ما يزيد عن 500 مشارك في المشاورات عن تطلع المجتمع الدولي والإقليمي لتحول هذه الفعالية إلى حراك جديد يحرك الجمود في المسار السياسي ويفتح الطريق نحو حوارات جديدة بين مختلف القوى والمكونات اليمنية.

وفيما تؤكد مصادر مطلعة لـ”العرب” انخفاض سقف التوقعات من بروز تحول في موقف الميليشيات الحوثية تجاه دعوة مجلس التعاون الخليجي، غلب على كلمات المبعوثين الأممي والأميركي في افتتاح المشاورات الدفع باتجاه تبني هذه الفعالية السياسية نهجا يسهم في دعم تحركات المبعوثين وخصوصا في ملف إعادة بناء الثقة بين الأطراف اليمنية وتحييد الملف الاقتصادي والإنساني وخفض مستوى التصعيد العسكري.

وتوقعت مصادر سياسية يمنية أن يصمد وقف إطلاق النار الذي تبناه التحالف العربي استجابة لدعوة مجلس التعاون الخليجي خلال شهر رمضان، في حال التزم الحوثيون بالهدنة الأحادية التي أعلنوها من طرفهم لمدة ثلاثة أيام. غير أن المصادر حذرت من استمرار الحوثيين في حشد قواتهم العسكرية استعدادا لتجديد الهجوم على محافظة مأرب واستثمار أجواء التهدئة التي تسود الملف اليمني في أعقاب إعلان التحالف العربي عن وقف عملياته العسكرية لتهيئة الظروف المواتية لدعم المشاورات السياسية.

وقالت المصادر إن الحوثيين يضغطون باتجاه فرض هدنة مشتركة مع التحالف العربي لا تضمن وقف الهجمات الحوثية على مأرب، وهو الأمر الذي رجحت المصادر أن يتسبب في انهيار وقف إطلاق النار في أيّ وقت.

وحول رؤيته لانطلاق المشاورات اليمنية في الرياض قال رماح الجبري وهو عضو في المشاورات في تصريح لـ”العرب” إن “اجتماع اليمنيين بمختلف توجهاتهم في مشاورات يمنية – يمنية بعد سبع سنوات من الحرب تأكيد على الرفض القطعي للمشروع الحوثي باعتباره مشروعا طائفيا عنصريا”. ولفت الجبري إلى أن جميع المكونات السياسية حضرت المشاورات ممثلة عن نحو عشرين مكونا سياسيا وعسكريا فيما “غاب عنها الحوثي ليبدو معزولاً عن الجميع بأوامر إيرانية” وأضاف “لو كان الحوثي يقدّر المصلحة اليمنية لذهب إلى السلام، ومع كل يوم تتضح الحقيقة أنه أداة إيرانية”.

واعتبر الجبري أن “السلام نقيض السلاح والحوثية تستند على سلاحها بشكل أساسي كما أنها ترى في استمرار الحرب فرصة لتستمر في قمع المواطنين وفرض مشروعها بالقوة تحت ذريعة الحرب أو ما تسميه ‘العدوان’. وإضافة إلى ما سبق فإن الحوثية لا تؤمن بالشراكة في السلطة باعتبارها جماعة طائفية تؤمن بأن السلطة حق لمنتسبيها من السلالة، وأيّ مشاورات يمكن أن تفضي إلى اتفاق يعني الشراكة الوطنية وصولا إلى الانتخابات التي تحدد هوية الحاكم لليمن”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى