> قضيتنا هي قضية استعادة الدولة الجنوبية التي دمروها من خلال الضم والإلحاق للجنوب الذي لحق بنا في حرب 1994م، وبصراحة مفهوم القضية الجنوبية مفهوم واسع ومظلة ينطوي تحت ظلها كل الجنوبيين بمختلف مشاربهم ومآربهم وأهدافهم ونواياهم، أي كل من ينتمي إلى الجنوب العربي وكأنها قضية عرقية، بينما هي قضية سياسية قضية هوية وطنية يراد طمسها، قضية دولة تم ضمها وإلحاقها باليمن بالقوة.

في ظل مفهوم القضية الجنوبية المتداول دخل كل الناس ومنهم من يعمل ضد الجنوب وضد استعادة هوية الجنوب ودولته، وهذا تبين في مؤتمر حوار صنعاء عند انتقال الحوار إلى حوار جنوبي – يمني، فوجد في صف الفريق جنوبيون ممن هم ضد الجنوب ومع طمس الهوية الجنوبية ومع ضم وإلحاق الجنوب باليمن، يفاوضون باسم الجنوب وهم في صف اليمن، فنذكر أن منهم من رفض الانتظام على الطاولة في جهة الجنوبيين، وقال إنه لا يشرفه هذا وأنه في صف اليمن، وأخذوا يحاربون شعب الجنوب وتطلعاته باسم الجنوب، ولنا أيضًا في حكومة المناصفة عبرة حين دخل في النصف الجنوبي من لم يكن في أجندتهم واستعادة الهوية والدولة والوطن الجنوبي تحت مسمى كلنا جنوبيون، وبالفعل كلنا جنوبيون ولكن هناك من يختلف مع استعادة الوطن الجنوبي.

نحن اليوم بعد أن بذلت جهود كبيرة لتوحيد الصف الجنوبي أثمرت نتائج طيبة، فإننا نؤكد على استمرار هذه الجهود ولكن بوضوح تام في الرؤية وليس على طريقة كل الشعب جبهة قومية بمعني أن يكون هناك فرزًا واضحًا من استعادة الوطن والدولة الجنوبية والهوية الجنوبية ومن هو جنوبي ولكن يعمل لصالح اليمنيين ومع ضم وإلحاق الجنوب العربي باليمن فيجب أن نرتقي في تفكيرنا وإذا كانت اليوم مشاورات الرياض لتنظيم وإدارة مرحلة ما قبل وقف الحرب فعلى المشاركين مراكمة أسس وعوامل استعادة الدولة الجنوبية التي ينبغي أن تتم قبل استكمال ما يسمى بالانتقال السياسي الذي تضمنته المبادرة الخليجية السابقة وكم نحن اليوم بحاجة إلى مبادرة جديدة تنظم العملية السياسية واستعادة الدولة الجنوبية المنشودة.

ليس من المعقول القفز إلى ما بعد وقف الحرب اليوم بهذا الحضور، ولكن لن نسمح بتقويض الأسس والعوامل التي راكمتها دماء شهدائنا الأبطال رحمة الله عليهم، ونثق كل الثقة بالقيادة السياسية أن لا تحيد قيد أنملة عن خط آلاف الشهداء ومعاناة شعبنا العظيم شعب الجنوب العربي البطل التواق إلى الحرية والاستقلال.