مشاركات الوفود اليمنية الخارجية.. السياحة قبل الوطن

> من الملاحظ دائما أن استقبال الوفد اليمني الرسمي في الخارج يكون باهتاً وركيكا، والغالبية المشاركة في الوفد ليسوا من الكفاءات وبعضهم لا يحمل شهادات أو خبرة، وسفر الكثير منهم ليس لمناقشة أوضاع وأوجاع البلاد وسبل دعمها، وإنما لغرض السياحة وأموال المشاركة.

إن معرفة كيف ومتى ولمن يتم إسناد المهام الرسمية لتمثيل الدولة في مؤتمرات الخارج هي مهارة قيّمة لا يعرفها إلا القلة من المسؤولين الوطنيين، لأن إسناد المشاركة لأعضاء الوفد المحترف والمشرف لا تأتي إلا بعد ترشيح المسؤول الجاد لأسماء الوفد وفقًا للمهارة والكفاءة والخبرة وليس وفقاً لمفاهيم المحاباة والقرابة أو الحزبية والقبلية التي تنتشر في مؤسسات الدولة اليمنية وطحنت البلاد وجعلتها دولة فاشلة حتى على مستوى التمثيل الخارجي.

لماذا مشاركة وفودنا في المؤتمرات والمنتديات الخارجية يطغى عليها الطابع السياحي أكثر من الوطني؟ لماذا ترسو عملية اختيار الشخصيات الرسمية المشاركة في الوفد في الغالب على الصديق والقريب وشلة قلة الخبرة والتأهيل، وبسبب هذا الاختيار السيء المتعمد تتكرر مظاهر الضعف في كثير من مشاركات الوفود الرسمية خارج اليمن، مع أن لسياسة المشاركات الخارجية ضوابطها الرسمية المعروفة، لكن لا يفهم أحد لماذا يتم الدوس عليها.

إن الشروط والضوابط التي تتوافر لدى الرجال والنساء الذين يمثلون البلاد في الخارج بشكل عام يجب أن تكون عادلة، مع أن حجم المشاركة النسائية في النشاطات اليمنية الخارجية محدودة للغاية إن لم تكن معدومة، والأهم من كل ذلك في رأيي الشخصي أن الضوابط يجب أن تكون في اتجاهيين أساسيين هما:

أولاً- ضرورة أن يكون لدى أعضاء الوفد الخبرة الكافية والقدرة على التفاوض والمناقشة في مواضيع المشاركة.

ثانياً - ضرورة امتلاك الشخص ذي الكفاءة والذكاء على طرح متطلبات البلاد وعكس قيم وثقافة الشعب بشكل إيجابي.

أدعو إلى الابتعاد عن اختيار الأشخاص في الوفود على أسس علاقات القرابة أو التجارية أو الخارجية أو الحزبية أو القبلية، وأدعو إلى تدخل الجهات المعنية في تطبيق ضوابط اختيار الشخصيات الفعلية من الكفاءات من بين المثقفات والمثقفين الذين يمتلكون خبرة وقدرة على التخاطب والتباحث مع الوفود الأجنبية في المؤتمرات العربية والإقليمية والدولية، هذه المطالب تنطبق على بعض من أعضاء الوفود اليمنية، لكنها لا تسري على نماذج أخرى مشرفة ليمنيين موظفين ومسؤولين لديهم الخبرة والمؤهلات العلمية العالية، ويمثلون القطاعات التي يعملون فيها بحضور ونشاط واضح ولائق.

هناك قواعد بروتوكول لمشاركات الوفود الخارجية وعدم ملاحظتها وتجاهلها هي سذاجة مثل عدم ملاحظة خلع الأحذية عند دخول المسجد، لأن الوفد المشارك هو حلقة الوصل بين الدولة والمجتمع الدولي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى