الرياض قلبت المعادلة

> منذ أول يوم لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي قالت ما كانت تسمى بالشرعية، إنه مجرد ظاهرة صوتية وسيضمحل تلقائيا، ثم حاربوه بكل السبل في محاولات مستميتة للقضاء عليه عبر استخدام القوة العسكرية والحرب الإعلامية وكيل الاتهامات له بالإرهاب والعمالة لإيران والإمارات واستخدام حرب الخدمات وعدم دفع الرواتب وإهمال جوانب الحياة الاقتصادية لإحداث نقمة شعبية ضده، وتشويه سمعته على صعيد السياسة والدبلوماسية الدولية وفي كل المحافل الخارجية، واليوم أصبح رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس قاسم الزبيدي يتسيد مكانة رفيعة على رأس سلطة الحكم في اليمن، لقد انقلبت المعادلة رأسا على عقب، فمن كانوا على رأس من يحاربونه أصبحوا اليوم خارج السلطة وخارج أي دور سياسي في اليمن.

قضية شعب الجنوب التي كانوا يرفضون حتى تسميتها بهذا الاسم ويرفضون أن يشارك من يمثلها في كل المناسبات التي كان المبعوثون الأمميون ينظمونها مع الحوثي.. (حتى أن القرار الأممي 2216 تجاهلها)، هذه القضية تم تثبيتها في مخرجات مشاورات الرياض كقضية رئيسية في أي مفاوضات قادمة للحل السياسي الشامل في اليمن بعد وقف الحرب، إذ تم الإدراك أن لا سلام بدون حل القضية الجنوبية، وقد كان لحضور واستماع المبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي في الجلسة الختامية للمشاورات اليمنية واستماعهم إلى ما جاء في مخرجاته حول قضية شعب الجنوب، أهمية كبيرة حيث استمعوا إلى انتزاع الاعتراف بها، ونطمح أن يضعوها في إطارها الصحيح عند تصميم الحل السياسي الشامل في اليمن.

بعد أن ظلت (الشرعية) تعرقل تنفيذ اتفاق الرياض على مدار عامين، جرى التأكيد على متابعة تنفيذ ما تبقى منه والذي يعني المناصفة في إدارة شؤون الدولة بين الشمال والجنوب وتحسين الوضع الاقتصادي والخدماتي ودفع رواتب العاملين، وسحب أي قوات عسكرية إلى مناطق المواجهة مع الحوثين وإنهاء وجودها في الجنوب، حيث توجد 7 ألوية عسكرية في حضرموت (مدينة سيئون وضواحيها) تؤتمر بأمر علي محسن الأحمر وتحرس آبار النفط التي يمتلكها وتمتلكها عائلة صالح ومشايخ آل الأحمر وشيوخ وقادة عسكريين ومتنفذين في(الشرعية) ونظام صالح، وأن هذه القوات تمارس التهريب وتحمي المهربين وتشكل عائقًا في مكافحة الإرهاب، بل تحميهم وظلت تدفع بقوات عسكرية في محاولات يائسة للاستيلاء على عدن بدلا من محاربة الحوثي، هذه الحالة سيتم اتخاذ إجراءات صارمة بشأنها استنادًا إلى ما يقتضيه تنفيذ اتفاق الرياض.

هناك منافع كثير حققها المجلس الانتقالي الجنوبي في مشاورات الرياض التي رعاها مجلس التعاون الخليجي لا يتسع المجال لتفصيلها، إجمالًا لقد استطاع المجلس الانتقالي أزالت عوائق كثيرة كانت تقف حجر عثرة في طريق تحقيق اهداف شعب الجنوب، عوائق دأبت إلى العمل على محو وجوده السياسي وتقلق أمن وحياة ومستقبل شعب الجنوب.

حقق المجلس الانتقالي الجنوبي مكاسب جيدة في مشاورات الرياض ولكنها ليست كل طموحه، وإن كان قد وصل إلى قمة السلطة فهذا ليس مبتغاه، إن الهم الدائم سيظل هو استعادة حرية شعب الجنوب واستعادة سيادته على أرضه وإدارة شؤونه وموارده، ولكن هذه المكاسب هي مهمة ووسائل للوصول إلى الهدف النهائي.

أصبح المجلس الانتقالي يتعامل مع مجمل المتغيرات الداخلية بواقعية ويتماهى مع متطلبات المتغيرات الإقليمية والدولية بمسؤولية عالية من دون التفريط بأهداف شعب الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى