كلمات في رمضان

> الغيبة والنميمة

حرص الإسلام على استقرار المجتمع المسلم، وخلوِّه من المشاحنات والمنازعات، وحمايته من أسباب الفرقة والتمزق، حتى لا يكون مجتمعًا، ضعيفًا، هزيلًا، منهارًا غير صامد أمام الأعداء ، فإن قوة تماسك المجتمع سبب هام لقوة الأمة وعزتها، وضعف المجتمع سبب يؤدي إلى هوان الأمة وذلَّها، وما أتعس الأمة التي تسمح لفتح ثغرات الهوان في صفوفها، وما أسعد الأمة التي تشيع الأخلاق الحميدة فيما بينها!!

وإن من أخطر المنافذ التي تزرع الضغينة بين أفراد المجتمع وتعين معاول الهدم على تقويض أركانها وخلخلتها، القطيعة والهجران بين أفرادها، ولهذه القطيعة والهجران أسباب تؤدي إليها ومن أهمها الغيبة والنميمة، وهما صفتان ذميمتان من كبائر الذنوب والمعاصي، وقال الله تعالى: ((أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ)) [الحجرات:12].

وهذا المثال المضروب وضع ليعقله كل عاقل، فهو يشبّه المغتاب بآكل لحم الميت من أخيه الإنسان، والغيبة محرمة سواء أكان الشيء أو الوصف المغتاب به موجودًا في الغائب أو لا.. فقد روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة السلام قال: "أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته". رواه مسلم. [وبهته: أي افتريت عليه وهو أسوء من الغيبة].

فالغيبة والبهتان والطعن في الأعراض والحرمات والكرامات ، من أخطر آفات اللسان.

وحماية العرض وحرمة المساس به كحرمة الاعتداء على الأموال والدماء تمامًا، وقد ورد في الحديث المتفق عليه عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر بمنى في حجة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا هل بلَّغت" رواه مسلم.

وفي هذا الحديث دلالة صريحة وواضحة على تحريم التعرض لدم المسلم وماله وعرضه، بما لم يسمح به الإسلام ، وكذا تحريم الغيبة والطعن بالآخرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى