إرضاء الناس غاية لا تدرك

> أحيانًا تجد من الصعوبة الخوض في بعض القضايا شديدة التداخل والتعقيد بحكم كثرة تفاصيلها وربما تعقيداتها في حين أن وسائل التواصل الاجتماعي بسيل معلوماتها لا تقف عند ما يجعل الرؤى المتضاربة وحالات الخلط المتعمدة أكثر تأثيرًا، الأمر الذي يتعذر معه الأخذ بخلاصات ممكنة من كل ما يعتمل على الصعيد السياسي.

هكذا هي قضية الجنوب بحضورها في مشاورات الرياض بدأت بحالة من الرفض في وضعها في جدول المشاورات، بل اللافت التمسك بالمرجعيات الثلاث المستفزة للمشاعر الجنوبية، الحال الذي خلق حملة إعلامية بهدف النيل من خطوات الانتقالي وليس حبًا بالجنوب وحرصا على قضيته، تواترت الآراء حول المشاورات التي قاطعها البعض ثم أخذ المشهد يتغير بخطوات ربما ليس فيها تفريط بقضية الجنوب من منظور ما تخلقت من تطورات سياسية وإن لم تكن بالمستوى المطلوب إلا أنها أتت وفق ما هو ممكن، الأمر لا يجعل الأبواب مغلقة لاحقًا للكثير من التطورات التي ستودي حتمًا إلى مستجدات على صعيد قضايا الحل السياسي مع الأخذ بكافة الأطراف، الحال ربما أغاض قوى كثيرة من منظور مؤشرات المشاورات في بدايتها التي لم تأخذ بفكرة وضع القضية الجنوبية ضمن الجدول.

لا أدري ما هو الهدف السياسي من تلك الخطوة إلا أن المحصلة التي ليست نهائية أظهرت مفاجأة ربما أربكت مشهد من يصنعون الخلط، الأمر لم يأتِ هكذا بقدر ما هو ناتج مفاوضات صعبة وشاقة وفق تعبير المحامي يحيى الشعيبي، ما يعني أن منحى التفاؤلات بغياب قضية شعبنا لم تتحقق ولن تتحقق من منظور أن أي إطار للحلول لا بد من أن تكون فيه الجنوب حاضرة.

مع كل ما سلف لا نشير إلى حالات رضا تامه عن ما تحقق الا ان ذلك لا يعطينا الحق في خلق احباطات وعوامل تشكييك بجهود من ابلو بلا حسنا في المفاوضات وعدم اسقاط الصعوبات التي لاشك تواجه قضايا بهذا الحجم والأهمية، وأن نطلق العنان لتقبل أشكال الخلط والتشويه التي لم يكن أصحابها حريصين على الجنوب كما يدعون أن المشهد بحاجة للتوضيح من قبل المعنيين في الانتقالي والمكونات الحاضرة كي لا تثمر الدعايات في التأثير على المشهد الجنوبي الذي يعيش منذ زمن تحت وطاة معاناه يتم السعي لاستثمارها سياسيا.

الثابت أن الكثير من عوامل اللبس والغموض أخذ يتكشف، ما يفقد الأطراف المتربصة أحد أبرز عوامل رهاناتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى