​كلمات في رمضان

> فعل المعروف

قد رغب الشرع المطهر في فعل المعروف ابتغاء وجه الله ورجاء ما عنده سبحانه من الأجر والثواب، وبيَّن الله تبارك وتعالى حال أولئك الأبرار الذين فازوا بالجنة والنعيم المقيم فكان من صفاتهم حال فعلهم المعروف وإحسانهم إلى الناس: ((إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا))[الإنسان:9]

فيجب على من فعل معروفًا أن يخلص نيته لله تعالى وألا ينتظر على ذلك من الخلق أجرًا.

وإذا كان قبيحًا أن ينتظر المحسن على إحسانه من الناس أجرًا، فأقبح منه ذلك الجحود الذي لا يشكر الإحسان ولا يرى للمحسن عليه فضلًا؛ فإن الله تعالى يقول: ((هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ))[الرحمن:60].

ومع أن سياق الآية يتحدث عن إحسان الله تعالى لعباده المحسنين في عبادته ونفع عباده بالثواب الجزيل والنعيم المقيم فإنها أيضًا قد وضعت أساسًا متينًا للتعامل بين الناس في هذه الدنيا وهو ضرورة مقابلة الإحسان بالإحسان.

ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المعنى فتراه يقول:"من صُنع إليه معروفٌ فقال لفاعلِه جزاك اللهُ خيرًا فقد أبلغ في الثَّناءِ" وفي روايةٍ :"من أَولَى معروفًا أو أُسدِي إليه معروفٌ فقال للَّذي أسداه: جزاك اللهُ خيرًا فقد أبلغ في الثَّناءِ" رواه الترمذي.

ويقول صلى الله عليه وسلم: "منِ استعاذَ باللهِ فأعيذوهُ، ومن سألَ باللهِ فأعطوهُ، ومن دعاكُمْ فأجيبوهُ، ومن صنعَ إليكم معروفًا فكافئوهُ، فإن لم تَجِدوا ما تكافئونَهُ فادعوا له حتى ترَوْا أنكم قد كافأتُموهُ" رواه أبو داود.

قد يظن بعض الناس أن مكافأة المحسن لابد أن تكون مادية في صورة هدية أو مال أو غيره، وهذا لاشك شيء حسن فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها، لكن كثيرًا من الناس قد يعجز عن ذلك فهل يهمل المحسن ولا يكافئه؟ هنا يأتي الجواب من خلال الحديثين السابقين، فمن لم يجد ما يكافئ به المحسن فليثن عليه وليدع له.

وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد: "إن أشكر الناس لله أشكرهم للناس".

والناظر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته يجده أحرص الناس على مكافأة من يبذل له معروفًا أو يرى منه إحسانًا.

هذا ربيع بن كعب الأسلمي يقول: كنت أبيتُ مع رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فأتيتُه بوَضوئِه وحاجتِه . فقال لي "سلْ " فقلت: أسألُك مرافقتَك في الجنةِ قال: "أو غيرَ ذلك ؟ " قلت: هو ذاك قال: " فأعنِّي على نفسِك بكثرةِ السجودِ" رواه مسلم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى