​اشتاقت لأبيها فذهبت تحتضن قبره

> «الأيام» أحمد النجار*:

> 80 ألف يتيم حرمتهم فوهات المدافع من كلمة بابا وماما
في مشهد موجع أبكى ملايين اليمنيين، أظهر مقطع فيديو طفلة يمنية اشتاقت لأبيها الذي خطفته الحرب، فذهبت تزوره، لتجد قلبها ينط من بين ضلوعها، يسبق خطاها وأنفاسها، متلهفاً للارتماء على صدره، رافعة ذراعيها لاحتضان قبره بحزن طفولي مرير.

وانتشر الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي في البلد الحزين، ووصفه نشطاء يمنيون بأنه يمثل طفولة بلاد يتّمتها الحرب، ووجع شعب ينزف لهفة، وحضن بريء حطمته المصالح والأجندات، تدهر فيه طفلة صغيرة لم تتجاوز الخامسة من عمرها، لتشعل مشاعر الملايين حول العالم عند نشره على منصة "تيك توك"، حيث إنه يجسد مآسي آلاف الأطفال اليمنيين من أيتام الحرب وضحايا الصراعات الدامية التي أدت إلى تضاعف أرقام النازحين الصغار ومجهولي النسب والمشردين في الشوارع والملاجئ والخيام المفتوحة أمام البرد والخوف والحرمان.

ألف يتيم حرمتهم فوهات المدافع من كلمة بابا وماما

ووفقاً لتعليقات حقوقيين وإعلاميين، فإن أكثر من 80 ألف يتيم يمني حرمتهم فوهات الدبابات والمدافع من كلمة بابا وماما بسبب استمرار وتيرة الحرب التي دخلت عامها الثامن.

80 ألف يتيم حرمتهم فوهات المدافع من كلمة بابا وماما
80 ألف يتيم حرمتهم فوهات المدافع من كلمة بابا وماما

إلى ذلك، علّق نشطاء على الفيديو قائلين: "هذا الفيديو ليس إلا نموذجا بسيطا من هول الفواجع التي تفطر قلوب اليمنيين كل يوم". وتضيف ياسمين العنسي: "لابد من طرح ملف يتامى الحروب في اليمن على طاولة أعضاء المجلس الرئاسي الجديد". فيما قال عبدالعزيز بدوان: "هذه الطفلة تمثل وجع آلاف اليتامي ممن لا يجدون حضناً ولا نسباً ولا مأوى، يتمنون فقط دفء خيمة تحتويهم من البرد والشمس والأذى".

مشردون بين رعب القنص والقصف

يُذكر أن آلة الحرب في مدينة تعز فقط خلّفت نحو 10 الآف طفل يتيم، وسحقت في طريقها عاطفة الأبوة والأمومة، فدفع ثمنها أطفال يتامى بعمر الورد، مشتتون بين رعب القصف والقنص، شردتهم جبهات القتال الملتهبة، واحتضنهم المدن المنكوبة من صعدة وتعز ومأرب وعمران وحجة وصنعاء، مروراً بالضالع وعدن ولحج وحتى عدن.

وفي المقابل، لا يزال تجار الحرب وسماسرة السلاح يرفضون الجنوح للسلام، بينما ينعم أطفالهم بين أحضانهم، دون أن يدركوا أن الحرب تحتاج المزيد من الضحايا حطبا لاستمرار استعارها، ولابد أن ينالوا نصيبهم من الحرقة والمرارة والألم، وإنها إذا لم تخمد أو تضع أوزارها فإنها ستجعل أبناء الحكمة اليمانية يتساقطون أيتاماً ونساءهم أرامل، وبلادهم محطمة بين ركام حاضر ومستقبل من رماد.

أرقام صادمة.. يتامى الحرب أصحاب همم ومرضى ومكتئبون

ووفقاً لمعلومات جمعتها "العربية.نت" فإن أرقام أيتام الحرب في اليمن منذ قرابة 8 سنوات، يتضاعفون عاماً بعد آخر، فقد بلغوا أكثر من 80 ألف يتيم من أصل مليون و100 ألف يتيم إجمالي أيتام اليمن، وذلك وفقاً لإحصائية مؤسسة اليتيم اليمنية، التي تشير أيضاً إن نحو 3 % من الأيتام يعانون الإعاقات و4 % يعانون أمراضاً نفسية واكتئاباً.

وأشارت المعلومات إلى أن استمرار طواحين الحرب تضيف آلافا آخرين من اليتامى لم يتم إحصاؤهم، بعد فقدانهم الكثير من أرباب الأسر جراء اشتعال الصراعات التي زادت من حجم معاناة الأيتام.

*"العربية نت"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى