سياسي عربي: المجلس الرئاسي سيجد نفسه مضطرا للخيار العسكري

> «الأيام» غرفة الأخبار :

> قال المحلل السياسي والإعلامي اللبناني، خيرالله خيرالله، إن مجلس القيادة الرئاسي باليمن سيجد نفسه مضطرا للخيار العسكري من أجل إقناع الحوثيين بأنّ لا سبيل آخر أمامهم غير التفاوض للتوصل إلى صيغة سياسية جديدة.

وتسائل خيرالله قائلا "هل الخيار العسكري متوافر لدى مجلس القيادة الرئاسي كي يقتنع الحوثيون بأنّ ليس أمامهم سوى التفاوض، التفاوض من موقع كونهم جزءا من النسيج اليمني أوّلا وأخيرا وليسوا شرعيّة أخرى مقيمة في صنعاء؟".

وقال في مقال نشرته صحيفة العرب اللندنية "من المفيد التذكير بأنّ عبدربّه منصور بدأ رئاسته، التي كان مفترضا أن تكون مؤقتة، أي لسنتين فقط يُقرُّ في أثنائها دستور جديد وتجري في ضوئه انتخابات رئاسيّة، بإعادة تشكيل القوات المسلّحة اليمنيّة. عمل بكلّ بساطة على تحويل الجيش اليمني إلى جسم من دون رأس موزّع الولاءات. صبّ كل ما فعله في خدمة المشروع الحوثي، وهذا كان مفترضا التنبّه إليه باكرا تفاديا للكارثة المتمثّلة في بلوغ الوضع اليمني ما بلغه وتحوّل قسم من البلد إلى قاعدة للصواريخ والمسيّرات الإيرانيّة".

وأضاف "لم يكن لدى الرئيس المؤقت سوى هدف واحد. يتمثّل هذا الهدف في القضاء على أيّ نفوذ للرئيس اليمني السابق داخل الجيش. أدّى ما فعله إلى اغتيال الخيار العسكري في التعاطي مع الحوثيين وغير الحوثيين والاستعاضة عنه بمناورات سياسيّة لا طائل منها.. بات في الإمكان الآن الكلام عن مرحلة جديدة في اليمن وذلك في ضوء حدثين مهمّين. الأوّل الهدنة التي أعلنت والتي مدتها شهران، والآخر احتمال إعادة وضع الخيار العسكري على طاولة أيّ مفاوضات".

وتابع "يمكن التغاضي عن مرحلة السنتين اللتين تلتا تسلّم عبدربّه السلطة وتفسير تصرّفاته بالقهر الذي عاناه على يد سلفه. لكن ما لا يمكن فهمه هو الدور الذي لعبه في تسهيل وصول الحوثيين إلى صنعاء بعدما رفض استخدام ما بقي من جيش للتصدي لهم في محافظة عمران فيما هؤلاء في طريقهم إلى العاصمة. كان ذلك صيف العام 2014. فرح الرئيس المؤقت بقضاء الحوثيين على زعامة آل الأحمر الذين كانوا على رأس قبيلة حاشد المتماسكة وذلك بعد اجتياحهم لمحافظة عمران وسيطرتهم على منازل أبناء عبدالله بن حسين الأحمر في قرية خمر. اعتقد أن الحوثيين يعملون لمصلحته وأنّ في استطاعته استخدامهم من أجل إيجاد توازن مع الإخوان المسلمين الممثلين بحزب التجمّع اليمني للإصلاح. كانت للإخوان حسابات خاصة بهم. لم تتبدّل هذه الحسابات يوما وذلك منذ لعبوا في شتاء العام 2011 الدور الأساسي في التخلّص من علي عبدالله صالح بغية الحلول مكانه".

وقال "كان ضروريا التخلّص من “الشرعيّة” التي تحولت إلى “شرعيّة” ذات رأسين هما الرئيس المؤقت ونائبه علي محسن صالح الأحمر، بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 أيلول – سبتمبر 2014. أضاعت الجهات الخليجية المعنيّة مباشرة بالوضع اليمني وقتا ثمينا بسبب تغاضيها عن تصرّفات “الشرعيّة” التي لم يكن فيها شيء من الشرعيّة".

وأضاف "بعد مرور كلّ هذه السنوات الضائعة، بات في الإمكان الآن الكلام عن مرحلة جديدة في اليمن وذلك في ضوء حدثين مهمّين. الأوّل الهدنة التي أعلنت والتي مدتها شهران، والآخر احتمال إعادة وضع الخيار العسكري على طاولة أيّ مفاوضات يمكن أن تجري مع الحوثيين مستقبلا. هناك تشكيل لشرعيّة جديدة تحت تسمية مجلس القيادة الرئاسي. لم يتردّد رشاد العليمي في وصف عبدربّه منصور هادي بـ”الرئيس السابق”. الأهمّ من ذلك كلّه، أنّ المجلس يضم شخصيات تمتلك قوات عسكريّة فاعلة أثبتت جدواها. من بين هذه القوات تلك التي قاتلت على جبهة الحديدة وقوّات العمالقة تلك التي استعادت كلّ مديريّات محافظة شبوة ذات الأهمّية الاستراتيجية الكبيرة من الحوثيين في كانون الثاني – يناير الماضي. كشفت قوات العمالقة، وهي في معظمها جنوبيّة، أن في الإمكان هزيمة الحوثيين. كلّ ما في الأمر أنّ “الشرعيّة” السابقة لم تكن تريد ذلك… بل سهّلت استيلاء هؤلاء على صنعاء"!

واختتم "سيعتمد الكثير، في نهاية المطاف، على ما إذا كانت إيران مستعدة للأخذ والردّ في اليمن من جهة وما إذا كان الحوثيون باتوا مقتنعين بأنّ مشروعهم السياسي في اليمن، وهو مشروع إيراني، لا أفق له لأسباب مرتبطة بالموازين العسكرية لا أكثر ولا أقلّ".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى