العرب: حرص السعودية على تثبيت هدنة الشهرين في اليمن يقابله تعاط سلبي من الحوثيين

> ​«الأيام»العرب

> يحرص التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على تثبيت الهدنة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة في اليمن مطلع أبريل الماضي، باعتبارها فرصة نادرة لتهيئة المجال لمفاوضات سياسية تقود البلاد إلى التسوية.

وتجسد خطوة السعودية في الإفراج عن أسرى ينتمون إلى المتمردين الحوثيين وبينهم "أجانب" بادرة جديدة لحسن النية، تعكس رغبتها في الحفاظ على الهدنة التي يرنو المجتمع الدولي إلى تحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وقال التحالف الجمعة إنه بدأ في نقل الأسرى المفرج عنهم إلى اليمن بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إطار مبادرة إنسانية لدعم الهدنة المفترض أن تمتد لشهرين.

وأعلن التحالف الشهر الماضي أنه سيطلق سراح 163 سجينا من المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، لكن مسؤولا حوثيا قال في وقت لاحق إن القائمة تضم أفرادا لا ينتمون إلى الحركة.

وأوضح بشير عمر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن أن 108 معتقلين سينقلون جوا من السعودية إلى عدن في جنوب اليمن، حيث يوجد مقر الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية، وتسعة إلى العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.

وأشار التحالف إلى أن طائرتين انطلقتا إلى اليمن، وقال إن رحلة ثالثة من المقرر أن تتوجه إلى هناك أيضا. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن التحالف قوله إنه سلم "مقاتلين أجانب" إلى سفاراتهم، دون تحديد الجنسيات أو الأعداد.

وأوضح مسؤول حكومي يمني أن الحوثيين وافقوا على أخذ تسعة سجناء فقط ومن ثم تم نقل الباقين جوا إلى العاصمة المؤقتة. وكان رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثيين قد صرح الشهر الجاري أن قائمة المعتقلين تضم أشخاصا مجهولين بالنسبة إلى الحركة وليسوا من أسراها.

وتدخل التحالف العربي في اليمن في مارس 2015 ضد الحوثيين بعد أن أطاحت الحركة بالحكومة المعترف بها دوليا من صنعاء في أواخر عام 2014.

واتفقت الأطراف المتحاربة على هدنة لمدة شهرين بدأت في الثاني من أبريل في أول انفراجة كبيرة منذ سنوات في إطار جهود تقودها الأمم المتحدة إلى إنهاء الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف وتسببت في أزمة إنسانية حادة.

كما ناقشت الأطراف تبادلا محتملا للأسرى تحت رعاية الأمم المتحدة يشمل 1400 سجين من الحوثيين و823 سجينا من التحالف، من بينهم 16 سعوديا. وكان آخر تبادل كبير للأسرى بين الجانبين في 2020، وشمل حوالي ألف معتقل.

وكانت السعودية استجابت بعيد إعلان الهدنة، إلى طلب تخفيف الحصار على موانئ الحديدة والسماح لسفن الوقود بالوصول إليها، الأمر لذي شكل انفراجة لأزمة الوقود في مناطق سيطرة الحوثيين كما أن الخطوة وفرت إيرادات مالية مهمة للحركة.

ويرى متابعون أن الرياض التي وجدت نفسها مضطرة لخوض غمار الحرب في اليمن ووقف تمدد الحوثيين الموالين لخصمتها اللدود طهران بجوارها، تحاول اليوم جاهدة إنهاء هذا الصراع الذي تجاوز عمره الثماني سنوات، لكن شريطة ألا يكون الأمر تنازلا من قبلها.

ويشير المتابعون إلى أن السعودية تدرك أن انهيار الهدنة سيعني إطلاق مرحلة جديدة أكثر حزما وقوة، في مواجهة المتمردين، وهي تريد تجنب هذا الخيار المحفوف بالمخاطر من خلال منح فرصة أكبر للسلام.

ويقول المتابعون إن ممارسات الحوثيين لا تبدو أنها عامل مساعد لتثبيت الهدنة، فهم إلى الآن يرفضون تنفيذ الالتزامات التي وافقوا عليها في الهدنة، ومنها إنهاء حصار بعض المحافظات على غرب تعز (جنوب غرب)، ووقف الخروقات في بعض الجبهات. ويلفت المراقبون إلى أن سلوك المتمردين يشي بأنهم يعتبرون أن الهدنة مجرد استراحة محارب، وإعادة ترتيب أوراق قبل استئناف القتال.

وأعلن الحوثيون الجمعة، حرصهم على "التمسك بالهدنة". ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للجماعة، عن وزير الدفاع في حكومتها غير المعترف بها دوليا محمد العاطفي، قوله إن "الجماعة حريصة كل الحرص على ضبط النفس والتمسك بالهدنة المعلنة برعاية الأمم المتحدة". وأضاف العاطفي "نأمل أن يستغلوا الهدنة لإظهار حسن النوايا". وتابع "أيّا كانت نواياهم فنحن حاضرون لها وسيفاجأ العدو بالرد في حال أغواه شيطانه لارتكاب أي حماقة".

ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الحكومة اليمنية أو التحالف العربي بشأن هذه التصريحات، إلا أن الجيش اليمني أكد في بيان الخميس، استمرار التزامه بـ"الوقف التام" لإطلاق النار رغم خروقات الحوثيين للهدنة الأممية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى