هدنة اليمن.. مبادرة أممية لصنع السلام لم تحقق أي من أهدافها

> «الأيام» الأناضول

>
​تحشيد الجبهات ومواجهات مستمرة بين الأطراف المتصارعة في اليمن وإنما بصيغة غير رسمية، هذا هو مفهوم الهدنة اليمنية، التي أعلنها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس جروندبرج، في الثاني من أبريل الماضي، التي من المزمع أن تستمر لمدة شهرين قابلة للتجديد بموافقة أطراف الحرب.

ووفق جروندبرج، فإن أبرز بنود الهدنة هي: وقف جميع العمليات العسكرية، الجوية والبرية والبحرية، داخل اليمن وعبر حدوده.
وداخل اليمن يُقصد به المعارك بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، أما عبر حدوده فيشير إلى غارات طيران التحالف وقصف الحوثيين للسعودية بصواريخ باليستية وطيران مُسير.

وتتضمن الهدنة أيضًا السماح بدخول سفن الوقود إلى موانئ الحديدة (غرب) التي يسيطر عليها الحوثيون، وتسيير رحلات جوية تجارية من وإلى مطار صنعاء بواقع رحلتين أسبوعيًا إحداهما لمصر والأخرى للأردن.
كما تشمل الاجتماع تحت رعاية جروندبرج لبحث فتح الطرق إلى مدينة تعز (جنوب غرب) التي يحاصرها الحوثيون منذ 2015، إضافة إلى محافظات أخرى.

وقال جروندبرج، إن الهدف المُعلن من الهدنة هو إعطاء اليمنيين مهلة من العنف هم بأمس الحاجة إليها في ظل معاناتهم الإنسانية.
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، فذهب أبعد من ذلك، بالإعراب عن أمله أن تتيح الهدنة إطلاق عملية سياسية لسلام دائم باليمن.

ووفق رصد الأناضول، فإن ثمة اتهامات متبادلة بخروقات لوقف القتال، ولم تُستأنف رحلات مطار صنعاء ولم تُفتح طرق تعز، أما موانئ الحديدة فاستقبلت سفن وقود مع خلاف على عائداته.

وحديثا، اتهم الجيش اليمني جماعة الحوثي بخرق اتفاق الهدنة، وارتكاب 68 خرقًا السبت الماضي في مختلف الجبهات، إضافة إلى 126 خرقًا الخميس والجمعة الماضيين، إلى جانب الدفع بتعزيزات عسكرية مكثفة، مع تحليق مستمر للمُسيرات الاستطلاعية.

وأعلنت القوات الحكومية، رصد ألفين و473 خرقًا ارتكبتها الجماعة في الشهر الأول للهدنة، بين إطلاق نار ومحاولات تسلل وقصف بالصواريخ والطيران المُسيّر واستحداث مواقع وحفر خنادق، وخلال الشهر أعلن الجيش عدة مرات إسقاط طائرات مسيّرة للحوثيين في مأرب.

بينما اتهمت الجماعة التحالف والقوات الحكومية بارتكاب 5 آلاف و365 خرقًا لاتفاق الهدنة خلال شهر من دخولها حيّز التنفيذ، شملت عمليات هجومية ومحاولات تسلل وغارات جوية وعمليات تحليق بالطيران الحربي والتجسسي واستهدافات صاروخية ومدفعية وتمشيط مكثف بالأعيرة النارية المختلفة.

كما اتهمت التحالف باحتجاز وتأخير وصول سفن المشتقات النفطية، ومنع تسيير رحلات جوية من وإلى مطار صنعاء الدولي.
وفي حين أعلنت جماعة الحوثي السبت، مقتل 5 من عناصرها، إثر معارك مع الجيش اليمني، أكد الأخير الجمعة، مقتل وإصابة 40 شخصًا بنيران الحوثي في تعز منذ بدء الهدنة، منهم 11 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، في استهداف بالطيران المسيّر.

واتهم عضو المجلس الرئاسي طارق صالح، في 5 مايو الجاري، الحوثيين بخرق الهدنة، وقال في الوقت نفسه إن المجلس يدعم تثبيتها للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار.

وحسب أحدث تقرير للجيش، ارتكب الحوثيون 341 خرقا خلال خمسة أيام بين 30 أبريل الماضي و4 مايو الجاري، في محافظات منها تعز (جنوب غرب) ومأرب (وسط) وحجة (شمال غرب) والجوف (شمال).

ومن هذه الخروقات: عمليات هجومية ومحاولات تسلل إلى مواقع للجيش وقنص وإطلاق صواريخ وطائرات مُسيرة باتجاه مناطق سكنية يمنية وسعودية ومواقع عسكرية، بجانب اتهامات بالتحشيد واستحداث تحصينات، بحسب التقرير.

ورصدت قوات الجيش والمقاومة الشعبية، فجر أول أيام عيد الفطر في الثاني من مايو الجاري، هجومًا للحوثيين في جبهة غربي مأرب، وبعدها بأربعة أيام، أعلن الجيش مقتل وإصابة 40 شخصًا بين جنود ومدنيين بنيران الحوثيين في تعز منذ بدء الهدنة.

مطلع مايو الجاري، اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الأرياني، الحوثيين بالتنصل من التزامهم بشأن عائدات المشتقات النفطية الواردة عبر ميناء الحديدة، الذي استقبل سفن وقود منذ بدء الهدنة.

والأحد، قال وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك، إن جماعة الحوثي جنت 90 مليار ريال (الدولار الواحد يقدر بنحو ألف ريال يمني) من المشتقات النفطية خلال فترة الهدنة، متهمًا إيّاها بـ"التهرب من الالتزام بدفع مرتبات الموظفين، وبالمقابل التزمت الحكومة بتسهيل دخول سفن المشتقات حسب الاتفاق وبصورة سلسلة".

مطار صنعاء
مع نهاية الشهر الأول من الهدنة، تعثر إطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء والتي كان مقررًا أن تنقل عشرات المرضى والمسافرين إلى العاصمة الأردنية عمّان، بموجب اتفاق الهدنة.
وتبادل الحوثيون والحكومة اتهامات بالمسؤولية عن تأجيل الرحلة، في ظل خلاف بشأن جوازات سفر المواطنين القاطنين في مناطق سيطرة الحوثيين.

وأعلنت الحكومة أنها وجهت خطابا إلى جروندبرج يتضمن مقترحات (لم تحددها) لحل هذه الإشكالية، حيث تشترط أن تكون الجوازات صادرة من محافظات خاضعة لسيطرتها.
وتتهم الحكومة الحوثيين بعرقلة فتح المعابر كافة ورفع الحصار الذي تفرضه على محافظة تعز منذ سبعة أعوم، على الرغم من مرور أكثر شهر من عمر الهدنة.

وقالت الحكومة إنها خاطبت مكتب جروندبرج، في 7 أبريل الماضي، بأسماء الفريق الحكومي المعني بفتح طرق تعز بهدف بدء النقاش حوله، لكن الحوثيين يرفضون أي نقاش أو تسمية ممثليها في اللجنة.
وفي خطوة اعتبر التحالف العربي أنها بادرة حسن نية، قرر نهاية أبريل الماضي الإفراج عن 163 أسيرًا حوثيًا، ونقلهم جوًّا إلى العاصمة المؤقتة عدن (جنوب) على ثلاث مراحل لنقلهم بعدها إلى صنعاء.

وقال المتحدث باسم التحالف تركي المالكي، إن هذه الخطوة تمثل دعمًا لجهود تثبيت الهدنة وإحلال السلام وإنهاء الأزمة اليمنية، وكذلك لتسهيل إنهاء ملف الأسرى والمحتجزين.

لكن رئيس لجنة شؤون الأسرى الحوثية عبد القادر المرتضى قال: "لن نتسلم الأسرى، ومن تم الإفراج عنهم ليسوا من أسرانا وغير معروفين لدينا".
وأضاف أن جماعته أبلغت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنها غير معنية بالأسرى المفرج عنهم.

ما حدث اعتبره مراقبون تعقيدًا إضافيًّا لملف الأسرى والمعتقلين، وهو في طليعة ملفات المعاناة الإنسانية التي سببتها الحرب في اليمن.
وأودت الحرب حتى نهاية 2021، بحياة 377 ألف شخص، وكبدت اقتصاد اليمن خسائر 126 مليار دولار، وخلفت إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفق الأمم المتحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى