خيارا الحرب والسلام

> هل اقتنعت أطراف الحرب في اليمن ودول الإقليم والعالم بصعوبة تحقيق أي تقدم في الحرب؟ وهل من انخراط في سلام شامل ودائم أم مازال هناك من يعتقد أن تحقيق أهدافه ومصالحه بخيار الحرب؟

بعد أسبوعين تقريبا يكون عمر مجلس القيادة الرئاسي قد ناهز الستين يوما وفي نفس الوقت ستنتهي فترة الهدنة بين جماعة أنصار الله (الحوثيين) والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، فهل ستمدد الهدنة أم ستتحول إلى وقف دائم للحرب؟ أم أن الحرب ستتجدد؟ تلك الأسئلة تشغل تفكير الكثيرين خصوصا وأن الحرب قد أثقلت كاهل الجميع، التي يشترط الحوثي لوقفها أربعة شروط رئيسية هي:

- رفع الحصار الجوي والبحري والبري.

- وقف غارات طيران التحالف العربي.

- خروج قوات التحالف.

- إعادة إعمار ما دمرته الحرب والتعويضات عن الخسائر المادية والبشرية.

المتابع لما يجري على هذا الصعيد يرى أن غارات طيران التحالف قد توقفت تماما منذ بداية الهدنة والحصار قد أوشك على نهايته، فقد وصلت الاحتياجات الإنسانية والمشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة وبدأت حركة الطيران من مطار صنعاء وبالجوازات التي يصدرها الحوثي وتأشيرة خروج من مطار صنعاء، وعمليا لا توجد قوات للتحالف على الأرض إلا بعض الخبراء، وأن استئناف حركة الطيران من مطار صنعاء قد تزامن مع إطلاق المملكة العربية السعودية ما تبقى من الوديعة السابقة وعلى وشك تحقيق وديعة جديدة للبنك المركزي اليمني بمبلغ ملياري دولار مناصفة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة و600 مليون دولار للمشتقات النفطية و400 مليون للإغاثة ومشاريع خدمية من المملكة.

إن الحرب في أوكرانيا قد أفرزت واقعا جديدا جعل دولا كثيرة تسعى لوقف الحرب اليمنية، وهناك حراك سياسي في بعض دول الجوار أكان في عمان أو بغداد أو في الرياض وحوارات بين عدة أطراف وجهود يبذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، ومنها زيارته لصنعاء والأخبار التي تتوارد حول ما يدور في الأروقة السياسية عن إصدار قرار جديد لمجلس الأمن الدولي قد يلقي القرار 2216 أو على الأقل يعدل بعض بنوده، كما أشار إلى ذلك دبلوماسيون روس عدة مرات، كل ذلك يجعلنا نعتقد أن الهدنة بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي قد تتمدد أو تتحول إلى وقف دائم للحرب، وهذا يعتمد على ما تنجزه الحوارات الجارية المستترة منها والمعلنة بين مختلف الأطراف وعلى النويا لدى الأطراف المختلفة وتقييمها الدقيق للوضع، لكن في المقابل هل توقف طموح الحوثي في دخول مأرب ومناطق الثروة والكهربا والطريق الدولي؟ وهل يعتقد أن وضعه العسكري الحالي يمكنه من الإنجاز السياسي الذي ينشده؟ فهذا الأمر مهم لأننا ندرك أن الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا ربما قد وصلت إلى قناعة بأنه يصعب تحقيق أي مكاسب عسكرية جديدة رغم أن إعلان مجلس القيادة الرئاسي وشكل فيما يشكله مجلسا عسكريا يحاول توحيد الجهود لمحاربة الحوثي للضغط عليه للانخراط في عملية السلام الشامل وبإيجابية في ظل تدهور الأوضاع السياسية والمعيشية في إيران توسيع الاحتجاجات في شوارع طهران وخسارة حزب الله النسبية في الانتخابات اللبنانية، كل ذلك يؤشر إلى جنوح الجميع نحو السلام وفي نفس الوقت يحمل نذيرا بتجدد الحرب ثانية التي لن تكون إذا ما تجددت مثل سابقتها بل أعنف وأشد وطأة.

السؤال المهم بالنسبة لنا في الجنوب ماذا يعني توقف الحرب في ظل الأوضاع الراهنة العسكرية والسياسية؟ وهل فعلا تم إدراج قضية شعب الجنوب في أجندة مفاوضات وقف الحرب لوضع إطار لحلها في عملية السلام الشامل كما جاء في البيان الختامي لمشاورات الرياض وعما تبقى من خطوات لم تنفذ في اتفاق الرياض، وماذا نتوقع أو ماذا عملنا في الأروقة السياسية لصنع القرارات الأممية لتضمين قضيتنا في القرار المزمع صدوره من مجلس الأمن الدولي؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى