حرب المصطلحات

> لا بد من الانتباه لما وراء المصطلحات من معانٍ ومفاهيم قبل النطق بها أو استخدامها في مقالة أو خطاب أو مداخلة طالما أراد العدو الشمالي تثبيت مصطلح الانفصال في تناول قضية الشعب الجنوبي، وهدفه التعمية على الآخرين من شعوب الأرض أو المواطنين من جيل الشباب الذين لم يعايشوا فترة الدولتين السابقتين لمشروع الوحدة الذي تعثر وتم القضاء عليه واستبداله عن طريق حرب 1994م الظالمة إلى مشروع إلغاء الشراكة والضم والإلحاق.

الكثير من الشباب لم يعش فترة الدولتين عندما كانت هناك دولتان هما:

1 - جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية منذ العام 1967م وهي نتاج لدمج السلطنات والمشيخات والإمارات الجنوبية التي عمر بعضها يزيد عن 700عام كالكثيري والمهرة وسقطرى، وبعضها لا يقل عن 300 عام مثل العبدلي والعوذلي.

2 - الجمهورية العربية اليمنية وهي نتاج عن المملكة المتوكلية اليمنية التي تأسست عام 1921م بعد رحيل الأتراك من الشمال.

المشروع الوحدوي الذي تم نحره والقضاء عليه كما أسلفنا القول تمت المعاهدة والاتفاق عليه بين دولتين تتمتعان بالشخصية الدولية في الأمم المتحدة والجامعة العربية وهما جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والجمهورية العربية اليمنية، ولذلك لا يصح القول عند العودة للوضع السابق الانفصال، بل الصحيح استعادة الوضع الدولي السابق أو فك الارتباط، وهذا هو التوصيف والمصطلح الصحيح والقانوني والسياسي، وذلك حتى لا يتم فهم الأمور خطأ من قبل الشعوب الأخرى باعتبارهم لا يؤيدون الانفصال حتى لا يشجعون على تفكك الدول كما يقولون.

ننصح بتصحيح تلك المصطلحات وتصويبها ويكفي المغالطات التي أشاعتها النخب الشمالية ورددتها معها نخب جنوبية للأسف حول مصطلح صنعاء العاصمة التاريخية، وهذه مغالطات وتزييف للحقائق، وتاريخيًا أي منذ أكثر من 3000 عام خضعت المساحة المسماة اليوم باليمن لخمس ممالك وهي:

1 - مملكة حضرموت وعاصمتها شبوة التاريخية (مدينة الملح).

2 - مملكة اوسان وعاصمتها مرخة.

3 - مملكة قتبان وعاصمتها (تمنع أو هجر بن حميد).

4 - مملكة معين وعاصمتها قرناو.

5 - مملكة سبأ الأولى وعاصمتها صرواح وسبأ الثانية وعاصمتها مأرب.

صنعاء لم تكن عاصمة لأي من هذه الممالك القديمة التي يطلق عليها الممالك التاريخية والموغلة في القدم.

صنعاء أول من اتخذها عاصمة هم الأحباش وهذا كان في 525م، ومن ثم الفرس في 575م بمعنى أن الأجانب هم من اختاروا صنعاء عاصمة لحكمهم، وتأتي النخب لتغيب الوعي وهي تعلم وتفرض المعلومة الخاطئة للشارع وفي الإعلام، بينما في قاعات الدراسة وكراريس المناهج التاريخية معلومة مغايرة، وهنا فرضت الديماغوجيا السياسية مشروعها المضلل والضال.

هذه حرب أخرى تشن من خلال المصطلحات الخاطئة التي يراد لها أن تظل متسيدة للميديا وهي أخطر من حرب المدافع والبنادق، ومقارعتها وتصحيحها وتثقيف الجمهور والمتعاملين مع وسائل التواصل واجب علينا جميعاً حتى تصل رسالتنا وقضيتنا بالصورة الصحيحة ويفهمها المتلقي كما هي حقيقة واضحة الحجة والبرهان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى