عدن وجحيم الكهرباء وحسابات السياسة القاتلة

> عبّرنا مرارًا وتكرارًا ومنذ وقت مبكر عن رأينا في موضوع خدمة الكهرباء في العاصمة عدن وغيرها؛ وقلناها بوضوح تام بأنها جزء أصيل من الحرب الأشمل والمتعددة المعارك والميادين والأبعاد ضد الجنوب وقضيته الوطنية؛ وهي الوسيلة القذرة والأكثر ألمًا وتأثيرًا على حياة الناس ومعيشتهم واستقرارهم النفسي والاجتماعي؛ ولأهداف ليست بخافية على أحد؛ فاستمرار الحال والموقف على ما هو عليه دون تغيير ولا معالجات جادة وسريعة لمشكلة الكهرباء في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب الأخرى؛ يجعل الحديث عن مرحلة جديدة أقرب إلى الوهم والخدعة الكبرى؛ ولا مجال لقبول أية مبررات أو أعذار واهية وغير مقنعة ولا مقبولة.

فعذاب الناس لا ينبغي أن يكون وسيلة إجرامية لتحقيق مكاسب وغايات سياسية رخيصة؛ أو مجال للابتزاز المفضوح للمجلس الانتقالي الجنوبي بهدف التأثير على حاضنته الشعبية الواسعة؛ لأن الانتقالي لن يكون إلا مع ناسه وشعبه؛ وحان الوقت لأن يتصدر الموقف والتعبير عن إرادتهم وحقهم في الحصول على خدمة دائمة للكهرباء وغيرها كثير من الخدمات؛ وهذا هو الموقف المطلوب والمأمول منه وسريعًا وقبل فوات الأوان؛ ليبرهن للناس بأنه عند مستوى المسؤولية الوطنية والأخلاقية الملقاة على عاتقة؛ وبأن المساومات والصفقات غير واردة في قاموسه السياسي كما يدعي خصومه.

إن الكرة الآن في ملعب مجلس القيادة الرئاسي وحكومته التي مازالت بتركيبتها السابقة دون تغيير؛ وهو معني باتخاذ الإجراءات والتدابير العاجلة لإيجاد الحل الجذري للمشكلة بعيدًا عن الترقيع والمسكّنات والطرق الإسعافية التي أصبحت وسيلة للهروب من الحل ومجالًا للتكسب والفساد؛ وبغير ذلك فإن غضب الناس لن يتأخر وقد ينفجر وعلى نحو غير مسبوق؛ وربما يخرج عن السيطرة والتحكم بحركته، وحينها سيكون الرئاسي قد حكم على نفسه بالفشل مبكرًا؛ وستكون تداعيات وتبعات ذلك كثيرة وعلى أكثر من صعيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى