​الانتقالي.. بين دعوات التصحيح والتصويب المخلصة و(النقد) المشبوه

> كثرت في الآونة الأخيرة على نحو غير مسبوق الانتقادات الموجهة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بسبب أدائه السياسي وتعامله مع المتغيرات وعلاقاته بالأطراف الأخرى التي دخل معها في تحالف الضرورة المؤقت، وقبل أن يكون شريكًا معها في هذه المرحلة الانتقالية المؤقتة والمحددة المهام والأهداف، وهي دون شك مرحلة استثنائية تحمل معها قدرا كبيرا من الغموض، وتبعث على القلق والخوف من مآلاتها النهائية، الأمر الذي يستدعي بالضرورة اليقظة العالية واستنفار وحشد كل الإمكانيات الوطنية الجنوبية وتوحيدها، ضمانًا لتجاوزها بنجاح وبأقل الخسائر الممكنة إذا ما فرضت الظروف الناشئة أي تطورات سلبية تستهدف المشروع الوطني الجنوبي أو تلتف عليه وبأي وسيلة كانت وتحت أي عناوين خادعة.

ولا شك بأن لمثل هذا النقد والعتب واللوم الذي يصل أحيانا إلى درجة كبيرة من القسوة، ما يبرره ويدفع بأصحابه لمثل نقد كهذا، وهو بالرغم من قسوته والمبالغة أحيانا في تهويل وتضخيم تلك الأخطاء وجوانب القصور في الأداء، إلا أنها تصب في خانة الدعوة والتصحيح والتصويب لسياسة الانتقالي في الميادين المختلفة، وهي دون شك مفيدة له إذا ما أخذ بها وتعاطى معها إيجابيا، لأنها نابعة من الحرص والشعور بالمسؤولية تجاه كل ما يعتمل على ساحة المشهد السياسي الجنوبي، ولا يضره ذلك ولا يقلل من نجاحاته وهي كثيرة ولا ينكرها غير جاحد.

غير أن أخطر وأكثر الوسائل تشهيرا وتشويشا وتقزيما للدور الوطني للانتقالي والتشكيك بكفاءة وقدرات قياداته وكوادره، هي تلك التي توجه له باسم الدفاع عنه والغضب من أدائه الذي يصفه هؤلاء (الغيورين) بأنه غير جدير بالدفاع عن الجنوب وقضيته، فهل يعي هؤلاء ما يقولون؟
وهل يدركون حجم التعقيدات والتحديات الماثلة أمام قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي والمخاطر المحدقة بالجنوب وقضيته، وهي ضخمة وغير مسبوقة وتحتاج للوقوف إلى جانبه ومساعدته بالرأي والنصح والنقد المسؤول المستوعب لكل ذلك، وحثه على مواصلة الحوار الوطني الجنوبي وبصورة أسرع وأوسع وأشمل، وصولا إلى محطة التوافق الوطني الذي به وعبره سيتعزز موقف الجنوب الوطني ويصبح أكثر صلابة وقدرة على مواجهة التحديات حتى ينتصر الجنوب لقضيته الوطنية وينال كل استحقاقاته القادمة، وعلى هذا الأساس ينبغي التمييز بين النقد الوطني المسؤول و(النقد) الموجه والمشبوه الذي يلحق الضرر بقضية الجنوب ويستهدفها أساسا مهما لبس من أقنعة (وطنية).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى