النخوة المنقرضة

> طرقت باب بيتنا طفلة من بنات الجيران تسأل ربة المنزل هل تريدون شيئًا من السوق؟ وهي عادة أطفال الجيران ليحصلوا على بعض الريالات نظير خدمتهم المتواضعة تلك.

هي عادة عدنية أن تستعين ربات البيوت بأطفال الجيران لإحضار بعض المشتريات الخفيفة من إحدى بقالات الشارع، ولا ينتظرون أجرًا نظير خدماتهم، لكن ما استجد الآن هو أن يطرق الأطفال أبواب البيوت ليسألوا عن خدمة يؤدونها مقابل أجر زهيد.

سرح خيالي بعيدا، هل تناولت طفلة جاري فطورها لهذا اليوم؟ هل بيتهم بحاجة إلى المائة الريال لإحضار بعض (أصابع الروتي) لها أو لإخوتها؟ هل تناولت عشاء مشبعًا ليلة أمس؟ لست بحاجة إلى ذكر مقدار الألم الذي صاحب هذه الهواجس، ويكفي أن تتخيلوا الحالة لإدراك حجم الألم النفسي لأي إنسان طبيعي.

نحن ندرك أن هناك من لم يقبض راتبه منذ أشهر وقد تصل إلى سنة كاملة، وأن القدرة الشرائية للأجور فقدت أكثر من 80 % من قيمتها، وبالتالي فهي لا تغطي حتى أبسط ضرورات الحياة، هذا ناهيك عن أن التجار يبيعون السلع على أساس أن سعر الريال السعودي (490) ريالًا يمنيًا لضمان الربح المسبق (هذا حسب إحصاء غير رسمي، فالأجهزة الرسمية في (الباي باي) كما يقول إخوتنا أهل مصر.

(تنابلة) مستعمرة معاشق وأشياعهم في فنادق العالم وتجار الحروب، يدركون الوضع المأساوي الذي يعانيه الناس، وينعمون بكل شيء إلا (النخوة والرجولة) فقد انقرضت لديهم، وويل لشعب يقوده أناس بلا (نخوة).

آه وا معتصماه انطلقت

ملء أفواه (الجياع) اليتم

لامست أسماعهم لكنها

لم تلامس نخوة المعتصم

مع الاعتذار للشاعر (للتصرف).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى