الهوية الجنوبية

> نتحدث عن الهوية الجنوبية كثيرًا، ونقول إن نظام صنعاء عمل على طمسها فأين نحن منها؟

للأسف لم نعمل على إعادة الاعتبار للهوية الوطنية الجنوبية وإبرازها وإعادة مكانتها؛ بل يقوم البعض بتجريفها بقصد أو بدون قصد وفي الأغلب بدافع الجشع والجهل وبدوافع مقصودة لطمس الهوية الجنوبية.

البعض يعتقد أن أهمية الهوية الوطنية تبرز فقط في حقل السياسة؛ مثلًا رفع شعار(استعادة السيادة الوطنية وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة)، ولكن الهوية الوطنية لها أبعاد أخرى كي تكتمل، ومنها في حقل الثقافة الوطنية التي لها جوانبها المادية والروحية التي يفترض أن يكون لها قيمها المتجسدة في تفكيرنا وسلوكنا في البيت والمدرسة والشارع والمؤسسات والحياة العامة.

نتحدث عن قيم سلبية غريبة غزتنا، ولكن بعضنا يمارسها في الواقع، ونضج من تغيير معالم وإحلال أسماء ورموز غريبة أيضا، ولكن لا نعمل على إعادة إحياء الأسماء التي تدل على ثقافتنا وهويتنا الجنوبية.

تدمر معالمنا التاريخية بدافع الجشع ولا نحرك ساكنًا.. حتى البنايات التي لها تاريخ في مدينة عدن تهدم ويتم تغيير شكل البناء بما يطمس هويتها... طُمِسَ ودُمِّرَ الفن والشعر والسينما والمسرح، تراثنا الفني والغنائي يسرق ولا يجد من يحميه، هامات وأعلام الأدب والشعر والموسيقى والغناء والمسرحيين والممثلين والرسامين.. إلخ.. مهملين ومن فارق الحياة منهم فإن فنَّه مهمل، حتى الذوق الفني تم تغييره لدى الجنوبيين، ونوع الأكل وتسمياته واللباس والمظاهر العامة مجافية للهوية الوطنية، طلاب المدارس أفكارهم يتم حشوها بأفكار من الماضي بعيدًا عن الهوية الوطنية، قيم أخلاقية تتغير يومًا بعد يوم هي مغايرة لقيمنا...

أمور كثيرة تحتاج إلى أن نعيرها اهتمامنا تتعلق بهويتنا ولدينا مؤسسات (الانتقالي) ثقافية وإعلامية واجتماعية يفترض أن تكون الهوية الوطنية في صلب اهتماماتها وبرامجها؛ ولكن في نفس الوقت هذه مهمة وطنية عامة جميعنا معنيين فيها خصوصًا في ظل امتلاكنا فرصة الإدلاء برأينا ولعب دور إيجابي في إعادة الاعتبار لهويتنا الوطنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

فقط وددت بهذا أن أفتح النقاش حول هذا الأمر الهام؛ كي نهبط في تفكيرنا من التحليق في الهوى إلى ملامسة الواقع من أجل أن نعيد لهويتنا قيمتها ومضمونها الوطني ووجودها الملموس في مظهرها ووجودها وفي تفكيرنا وسلوكنا الخاص والعام.

الهوية الوطنية ذات أهمية كبيرة للشعوب، وهويتنا الوطنية الجنوبية هي ما يميّزنا عن غيرنا، فكيف نحافظ عليها ونحميها ونطورها في سياق الحفاظ على خصوصيتها وتميزها؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى