ماهي السيناريوهات المتوقعة مع استمرار تعقد الأزمة اليمنية؟

> «الأيام» غرفة الأخبار

> يرى حقوقيون أن الحوثيين هم من يعرقلون ملف فتح الطرق في مدينة تعز، لأنهم الطرف المتسبب في إغلاقها، في الوقت الذي يتعاملون فيه مع الملف عسكريًا، على الرغم من أنه إنساني ويتعلق بحياة الناس اليومية ومفاقمة معاناتهم.

وأكد الحقوقيون أن دلالة ذلك عبرت عنها صنعاء بتسمية وفدها التفاوضي إلى عمّان بـ"اللجنة العسكرية"، حيث حضر جلسة المفاوضات بالزي العسكري إلى قاعة التفاوض مع وفد الحكومة اليمنية.

قال الناشط الحقوقي اليمني مازن عقلان، إن "حصار مدينة تعز من قبل جماعة الحوثيين، والذي يدخل عامه الثامن، لا يشكّل أي مكسب عسكري لهم، بقدر ما يعكس صورة سوداء لسياسة العقاب الجماعي والحقد التاريخي والطائفي على المدينة وأبنائها".

وتثير سلسلة الإخفاقات الأممية بشأن تعز اتهامات للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بعدم الضغط بشكل كافٍ على الحوثيين. ففي الوقت الذي نُفّذت فيه كل بنود الهدنة الأممية، تعثّر ملف فتح الطرق في تعز فقط.

وقد اعتبر عقلان أن "استمرار حصار تعز وصمة عار على جبين العالم والأمم المتحدة، التي تتواطأ مع الحوثيين في استخدامهم معاناة المدينة وحصارها ورقةَ مساومة تفاوضية".

ورأى عقلان في تصريحات نشرتها صحيفة العربي الجديد الإلكترونية أمس أن "فشل مفاوضات الأردن وعدم فتح الطرق في تعز تنفيذًا لبنود الهدنة يجعلان مصداقية مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية على المحك، في حال عدم اتخاذ كافة الإجراءات والخيارات المتاحة لوضع حد لتعنّت الحوثيين".

وأضاف أن فشل مفاوضات عمّان هو "تأكيد إضافي على إخفاق المبعوث الأممي جروندبرج وفشله في التعامل مع القضية اليمنية، والضغط على الحوثيين للوفاء ببنود الهدنة".

من جانبه، قال الصحافي اليمني غمدان اليوسفي، في حديث للصحيفة نفسها إنه "لو أراد الحوثيون أن يفتحوا طريقًا ما في تعز، فإنهم سيفتحونه، كونهم المتحكمين بذلك، والأمر سيكون بمبادرة منهم، والعالم كله سيحميهم كالعادة في حال مواجهتهم أي إشكاليات من الطرف الآخر".

ولفت إلى أن "الخيار المطروح اليوم هو أقل بكثير من مطالب أبناء تعز، علمًا أن مطلب رفع الحصار هو حق وليس هِبة، لكن الحوثيين يدفعون الناس صوب طريق انتحاري لانتزاع حقوقهم".

ورأى اليوسفي أنه "من الواضح أن الخيار العسكري غير مطروح حاليًا، لكن في الواقع هناك تفاصيل تدور في الكواليس حول المواجهة المتوقعة مع الحوثيين، والتي يمكن أن تكون مختلفة، خصوصًا مع توحّد القوى أخيرًا".

وأشار إلى أن "السيناريو هذه المرة إما فتح الطرق، أو أن يدفع الضغط الشعبي على الحكومة والمجلس الرئاسي باتجاه معركة عسكرية، ستكون مفروضة فرضًا وليس اختيارًا".

في حال فشلت الأمم المتحدة في الضغط على الحوثيين للموافقة على مقترحها، فربما تسير الأزمة اليمنية في اتجاهين؛ الأول هو إعلان مجلس الرئاسة اليمني عدم الالتزام بالبنود الأخرى للهدنة الإنسانية، والتي تعدّ بمثابة مكاسب حققها الحوثيون في مناطق سيطرتهم.

أما الاتجاه الثاني، فهو التصعيد العسكري من قبل القوات الحكومية لفرض واقع مختلف يعزز موقف التفاوض مع الحوثيين على الأقل.

ورأى الباحث اليمني عدنان هاشم، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "تعثّر ملف فتح الطرق في مدينة تعز سيكون بمثابة مبرر للمجلس الرئاسي للتهرب من تنفيذ بنود الهدنة، والاستعانة بالضغط الشعبي، لا سيما في ظل تواصل الاحتجاجات من قبل سكان تعز على استمرار فرض الحصار عليهم".

واعتبر هاشم أنه "في حال فتح الطرق في تعز، فربما يشهد اليمن انفراجة كبيرة في الملفات الأخرى الاقتصادية والسياسية، وتتسارع الخطوات نحو تسوية للملف اليمني للوصول إلى السلام الذي تسعى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إليه".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى