سؤال ليلى ربيع

> لم تكفر ليلى ربيع عندما سالت أحدهم عن أصله، لم تجدّف في الذات الإلهية لم تتباهَ بالكفر، بل هي إعلامية تمارس عملها الإعلامي، والإعلام تصل أسئلته في كل الزوايا، وبمجرد أن سالت أحدهم عن أصله قامت قيامة إعلام اليمننة وتغريداتهم وحوائطهم، وهو ما لم تقم به عندما كانت صنعاء تصف أن أصول الجنوبيين هنود وصومال.

الانتماء للمكان الذي جاء منه أي شخص لا يشكّل ثقافة عنصرية ولا شرخا مجتمعيا، فلا يخجل من الانتماء لأصله إلا من لديه عقدة نقص، أو أنه يعمل من أجل مشروع يتخفى بإنكار أصله تحته ويرفض ويعنّصر من يسأله عن ذلك، فهذا بلال الحبشي كان في مكة ولم يقل أنا مكاوي ولم ينتسب بالموالاة لمن أعتقه، وكذلك صهيب الرومي وسلمان الفارسي والعلاء بن الحضرمي.. إلخ، وفي سائر العصور الإسلامية لم يخجل عَلَم ولا غير علم بذكر أصله، فهذا ابن خلدون الحضرمي والمتنبي لم ينكر أصله، وفي العصور الحديثة توّطن يمنيون وجنوبيون في عدن وما زلوا يذكرون أصولهم ولم يخفوها، فالأصل ليس معيبًا بل هو أمر طبيعي.

وفد إلى عدن الهندي والصومالي والعربي والمسلم وغير المسلم وفيها عائلات أصولها من مناطق الشمال وعائلات من سائر مناطق الجنوب ففيها اليافعي واللحجي والعولقي والعزاني والحضرمي ولم يتحسس أحد عندما تربطه بأصله، بل ظل مرتبطًا بهذا الاسم.

سالت ليلى ربيع أحدهم عن أصله في المناطق الشمالية فقامت القيامة واتهامات العنصرية، وفي سويسرا هويتان ولغتان ولم تتهم إحداهما الأخرى بالعنصرية، وفي كندا كذلك ولم يتحسس أحد من ذلك، أما في عدن فيتحسس الإخوان من أصول شمالية من ذلك.

عدن جنوبية ولن يلغي جنوبيتها أن "شاقي" جاء جدّه أو جد جدّه إليها يعمل ويطلب الله فيها فاحتضنته وعلمت أبناءه واشتغلوا فيها وتوطنوا بها، بأن يكون ذلك مبررا لفصلها من سياقها، وإذا كان ذلك مبررًا لمن سكن فيها بأن يفصلها من سياقها فإن الهندي سيقول إنها هندية لأن جده جاء للعمل فيها والصومالي كذلك والفارسي.

لا يوجد شرخ اجتماعي في السؤال، فالانتماء إلى المكان الذي جاء منه الشخص لا يشكّل شرخًا اجتماعيًا، ففي صنعاء يوجد التعزي والإبي والذماري والحديدي ولم يجعل أحدهم أن السؤال عن أصله عنصرية، فلماذا في عدن؟ ماذا يريدون؟

السؤال آلية تعرّف وليس ثقافة عنصرية، إنما الحملة بذاتها عنصرية لأنها تقمع التساؤل وهو حق مشروع لكل إنسان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى