خبراء: المجتمع الدولي يسعى لانتزاع تنازلات من الطرف الضعيف بأزمة اليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> استشكاف دولي لنقاط ضعف الأطراف اليمنية
> قالت مصادر إن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس جروندبيرج يسعى لفتح مسارات جديدة لتجاوز عقدة رفض الحوثيين تنفيذ بند فتح الطرقات في مدينة تعز المضمن في اتفاق الهدنة.

ويتحاشى المبعوث الأممي الإعلان عن نتائج زيارته إلى صنعاء حتى الآن والكشف عن رفض الحوثيين تقديم أي تنازلات في ملف فتح طرقات ومعابر تعز الواقعة جنوب غرب البلاد.

وذكرت صحيفة العرب الصادرة في لندن أمس الأحد عن المصادر أن المبعوث الأممي قد "ترك الباب مواربًا أمام وساطة عمانية لإقناع الحوثيين بالعدول عن موقفهم المتصلب".

وخلال اليومين الماضيين عبر سفراء عدد من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى بعثة الاتحاد الأوروبي في اليمن عن انزعاجهم من الحملة التي قالوا إنها تستهدف البنك المركزي اليمني فيما كشفت مصادر أن مفاوضات غير معلنة أدارها المبعوث حول الهدنة شملت” توحيد البنك المركزي اليمني (الحوثيين يطالبون بنقله إلى صنعاء)، وصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الانقلاب. لكن تلك المؤشرات اعتبرها مراقبون التفافًا على استحقاقات اتفاق الهدنة وهروبًا من الفشل في تحقيق أي اختراق في مسار استكمال تنفيذ بنودها.

ونسبت صحيفة العرب إلى خبراء بأن المجتمع الدولي "ما زال يستكشف نقاط ضعف الأطراف اليمنية ويعمل على تكثيف الضغوط على الأطراف التي يمكن انتزاع أي تنازلات منها يمكن أن تمنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار والبناء عليه في وضع ملامح اتفاق شامل ودائم للهدنة في اليمن من خلال سياسة تقوم على تجزئة الملفات وتجاوز نقاط الخلاف إلى مناطق أخرى يمكن الحوار حولها وهو الأمر الذي يرى المراقبون للشأن اليمني أنه يزيد من تأزيم المشهد ويضاعف من الضغوط الشعبية والإعلامية على الشرعية اليمنية التي باتت الطرف الأكثر ليونة في معادلة الضغط الدولي".

وبهذا الصدد رأى الباحث والسياسي اليمني عبدالحفيظ النهاري أن المشكلة تكمن في أن التحركات الجارية حول الملف اليمني تبنى على تعثر وهشاشة الهدنة الحالية، وعلى تعنت الحوثيين في تنفيذ التزاماتهم بشأن استحقاقات الهدنة على مستوى فتح الطرقات من وإلى تعز، أو على مستوى وقف إطلاق النار في الجبهات، فبحسب بنود الهدنة لا يجوز استخدام وقف إطلاق النار لإعادة التموضع العسكري والتحضير لهجومات عسكرية لاحقة.

وأشار إلى أن الفشل في إلزام الحوثيين بفتح الطرقات في تعز، وفي وقف خروقاتهم العسكرية وحشودهم المستمرة إلى الجبهات، يدفع بالمبعوث الأممي جروندبرج إلى الهروب إلى الأمام من خلال تشتيت الجهود ونقلها من الأولويات العسكرية الأمنية، والأولويات الإنسانية، إلى ملفات متعددة ومشتتة مثل الملف الاقتصادي بتشعباته وملفات فرعية أخرى، قبل أن تتحقق الخطوات اللوجستية المؤسسة وفقًا للصحيفة.

وأضاف النهاري "الحكومة الشرعية كانت تدرك منذ البداية وتتوقع تعنت الحوثيين في الملف الإنساني، ونفذت التزاماتها الإنسانية المتمثلة في تسيير رحلات الطيران المدني من وإلى مطار صنعاء، والسماح بدخول سفن الوقود من طرف واحد، لكن الحوثيين لم يقدموا أدنى التزام إنساني في المقابل وخاصة بشأن فتح طرقات تعز، وتسهيل حركة المواطنين الداخلية عبر المدن".

إلى ذلك اعتبر الباحث السياسي اليمني ياسر اليافعي في تصريحات للصحيفة نفسها أن التحركات الأممية والدولية الحالية والقادمة تأتي بهدف الحفاظ على الهدنة وتحقيق اختراقات في ملفات أخرى مثل الملف الاقتصادي وفتح الطرقات في تعز، ويسعى من خلالها المبعوث الدولي لتحقيق إنجاز يحسب له وللأمم المتحدة، لافتًا إلى أن هذه التحركات لن يكتب لها النجاح "لأنها تتماهى مع مطالب ميليشيا الحوثي فيما يخص تحقيق المزيد من المكاسب للجماعة دون أن تقدم تنازلات حقيقية، وهذا الأمر سترفضه الشرعية وكل القوى الأخرى التي تقاتل الحوثيين".

وأكد اليافعي أن الأمم المتحدة تواجه تحدّيًا حقيقيًا "فهي حتى الآن لم تتمكن من فتح طرقات تعز وهذا كان ضمن شروط الهدنة السابقة، ومن غير المقبول أن تحصل على تنازل جديد من الشرعية في هذه المرحلة لذلك عليها وبشكل جدي الضغط على ميليشيا الحوثي لفتح طرقات تعز ووقف الاختراقات المستمرة للهدنة حتى تعود الأمور إلى نصابها".

ويرى مدير المرصد الإعلامي اليمني رماح الجبري أن "الأمم المتحدة في اليمن لا تملك أوراق ضغط قوية تؤثر على موقف الميليشيا الحوثية للدفع بها نحو إنهاء الحرب وتحقيق السلام في ظل واقع يؤكد أن الجماعة الحوثية لا تفهم إلا بلغتين؛ الأولى هي القوة وفرض واقع جديد بانتصارات عسكرية، والثانية أوامر طهران باعتبارها أداة إيرانية".

واعتبر الجبري في تصريح لـ”العرب” أن الأمم المتحدة باتت واحدة من أدوات الحرب مثلها مثل السلاح ووسائل الإعلام وغيرها يستخدمها أحد الأطراف لتحقيق مصالحه، مشيرًا إلى أن الميليشيات الحوثية وحدها استفادت من الموقف السلبي للأمم المتحدة وشجعها ذلك على التعنت وارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات.

وحذر من أن أي حديث عن السلام في الظروف الحالية هو سلام بشروط الميليشيا الحوثية وأي اتفاق هو نسخة من اتفاق ستوكهولم الذي لم ينفذ منه شيء، وليس أمام مجلس القيادة الرئاسي ومن خلفه تحالف دعم الشرعية في اليمن إلا خوض معركة عسكرية باعتبارها خيارًا إجباريًا لتغيير واقع جديد يفرض على الميليشيا الحوثية السلام بالقوة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى