رغم كل التحركات والجولات التي يقوم بها المبعوث الأممي هانز غرونبرغ، لحث الأطراف اليمنية على تنفيذ بنود الهدنة، إلا أن فتح طرق تعز لا تزال المشكلة الأكبر نظرا للأهمية العسكرية التي تمثلها بالنسبة لـ"أنصار الله".
طريق تعز
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، هم لا يريدون تنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها بشأن رفع الحصار والملفات الإنسانية، وفي نفس الوقت يريدون فتح الطريق العسكري ومنطقة المناورات العسكرية الخاضعة للجيش واللجان الشعبية في تعز، وهم مصرون على هذا الطريق رغم أن لديهم البدائل البحرية والبرية ويذهبون منها إلى عدن، بينما المناطق الشمالية التي يسيطر عليها الجيش واللجان الشعبية لا يستطيعون الوصول إلى عدن أو ميناء المخا.
كسب الوقت
وأشار الخبير العسكري إلى أن "أمريكا وأدواتها في المنطقة يخترعون الذرائع، الأمر الذي يؤكد أن ليس لديهم نوايا حقيقية في السلام وكل ما يريدونه هو كسب الوقت فقط، نظرا لصدمتهم من الصمود الروسي أمام الغرب وخنقهم اقتصاديا، لذلك سيبحثون عن وقت آخر، وهم ينتظرون زيارة بايدن لتكوين حلف ناتو صهيوني -عربي".
في المقابل يرى رئيس مؤتمر عدن الجامع، الدكتور إيهاب عبد القادر، أن الهدنة اليمنية لن تصمد كثيرا طالما أن الحوثي لم يلتزم بها، وكل ما يقوم به المبعوث الأممي هانس غرونبرغ هو محاولة ترميم الخروقات التي ترتكب بحق تلك الهدنة "الهشة"، ولا يمكن أن تستقيم تلك الهدنة طالما أن هناك تعنت من طرف ضد الطرف الأخر.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك"، أنه منذ الهدنة الأولى ظهرت خروقات الحوثي والتي جعلت تلك الهدنة قابلة للإنهيار، لذا سوف يحاول المبعوث الأممي خلال الفترة المتبقية وحتى إذا تم التمديد مرة ثالثة ترميم تلك الهدنة والتي لن تفضي في النهاية بحسب الوضع الراهن إلى سلام شامل ودائم، نظرا لعدم توفر الركائز التي يمكن البناء عليها حتى الآن.
وتابع عبد القادر، منذ بداية الهدنة كانت هناك أخطاء من جانب الحوثيين "أنصار الله"، سكتت عنها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي لذر الرماد في العيون، واستغل الحوثيون تلك الهدنة من أجل لملمة نفسه وترتيب أوضاعه بعد الهزائم المتكررة التي مني بها في المرحلة الأخيرة.
كان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غرونبرغ قد حض خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي أنصار الله على القبول بإعادة فتح طرق مؤدية إلى مدينة تعز المحاصرة في جنوب غرب البلاد.
وقال غرونبرغ "إنه من الضروري أن تتيح الهدنة التي جددت بداية يونيو لمدة شهرين التخفيف من معاناة سكان تعز ، نظرا لأن حرية تنقل سكانها "مقوضة بشكل كبير" منذ سنوات بحسب "الشرق الأوسط".
وفي الثاني من يونيو الجاري، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غرونبرغ، موافقة أطراف النزاع في اليمن على مقترح أممي لتمديد الهدنة السارية في البلد العربي، شهرين إضافيين تبدأ في الثاني من يونيو الجاري وتنتهي مطلع أغسطس القادم، وفق بنود الاتفاقية الأصلية التي دخلت حيز التنفيذ في الثاني من أبريل الماضي.
كما تتضمن الهدنة الأممية السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعياً، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.
وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40 % منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر الماضي.