​عدن ... عند تهديد حقوق الحياة

> ‏ المعاناة التي تعيشها عدن خاصة وصلت إلى حال يعجز عنه الاحتمال في كل الخدمات وضرورات المعيشة، ظروف معيشية مزرية، أزمات تتفاقم، غلاء لا يطاق، رواتب مقطوعة، وعملة منهارة، أزمة غاز ومحروقات وانقطاع كهرباء في صيف وصلت درجات الحرارة ارتفاعا غير مألوف.

 هذه الحال ليست صدفة أو أنها مظهر من مظاهر الفساد أو سوء الإدارة؛ بل؛ تعكس سياسة مقصودة وممنهجة ومُخَطط لها بإهانة وإذلال وتجويع الناس وحرمانهم من الحد الأدنى من متطلباتهم وكسر كبرياءهم وتجفيف وسائل وسبل العيش الكريم، كلها حزمة منظومات عقوبات تتناسل بطريقة شيطانية لتطويع وكسر إرادة الجنوبيين على طريقة "خوفه بالموت يقنع بالحمى" تكرار لتجربة شرعية الرئيس "منصور" ونفس الأداء ونفس الأزمات مع الرئاسي فلماذا إذن أزيح "منصور"!
هذه الحال تفرض على الناس الدفاع عن وجودها، عن حقها في الإنسانية، فالاستهداف استهداف حياة وكرامة الناس وآدميتهم بجعل خدماتهم حربًا عليهم وحصرهم بألا يكون أمامهم من مفر إلا الإذعان! أو الخروج! أو انتظار الموت لهم ولأطفالهم.

الكل مسؤول عمّا آل إليه الحال بدون استثناء، لأنهم جعلوا ذلك أداة حرب لتصفية الحسابات السياسية والوطنية ولم يجعلوها خدمات محايدة الكل مسؤول عنها.

 والتحالف لا تقل مسؤوليته فهو صاحب "ولاية الحرب" فلو أراد تغيير الحالة فإنه يستطيع وقد عمل على تشكيل مجلس رئاسي تكون مهمته خدمات المناطق المحررة ومحاربة الحوثي أو جلبه مذعنا للسلام، وأنجز مهمته بسرعة قياسية جمع فيها المشاريع والأجندات المتعارضة والمتقاطعة والمتعادية، فمهمات الحرب تعلمها دولتا التحالف، فهل تجهل المعالجات العاجلة لتوفير الخدمات،  لا يُعقل أن تصرف مليارات الدولارات وما حققت هزيمة للحوثي ولا الحد الأدنى من الخدمات لعدن فقط مع أن حالة عدن تتكرر في كل المحافظات المحررة، عدن التي تجتهد دولتا التحالف بأن تكون العاصمة المؤقتة.

 من حق الناس أن تعترض وتتظاهر؛ بل؛ تثور في عدن دفاعا عن وجودها وخدماتها لكن يكون ذلك في وضح النهار أما مظاهرات واحتجاجات آخر الليل فإنها تثير الشبهات وأن وراءها ما ورائها فبالتأكيد سوف تُستغَل لأجندات غير الحالة التي احتشدت الناس لها.

 ماهي مسؤوليتنا إزاء هذه الحالة كمجتمع، كأفراد، كأسر، كموظفين، كمخزنين قات، كمستهلكين وقود...إلخ؟
كيف غيرنا برامجنا وترمجنا مع الحالة التي وصلت لها البلاد أو أرادت قوى محلية وإقليمية ودولية أن نصل لها، فوسائل الضغط وإرسال الرسائل متعددة منها

-الإضرابات
-العصيان المدني
- مقاطعة محطات البترول أو الحد الأدنى من الحركة بالوقود
- مقاطعة القات
-المظاهرات لكن يجب أن تكون في وضح النهار فالمظاهرات الليلية حتى لو صدقت النوايا فيها وكانت مطالبها عادلة فان احتمال اختراقها كبير جدًا ونقلها من مظاهرة الى شغب وتحميلها أجندات بعيدة عن معاناة الناس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى