​المهام الأنية والاستراتيجية وطريق السير

>
كثيرون هم من يعتقدون أن القادة السياسيين الجنوبيين لا يرون حاضرهم ولا مستقبلهم ولا طريق الوصول إليه، وهم بذلك يجافون الحقيقة لأنهم لا يستطيعون فهم رؤية القيادة السياسية وما تردده في خطابها السياسي والإعلامي ولا يطلعون على الوثائق التي تحدث باستمرار، أو أنهم يتعمدون ذلك لغرض في نفس يعقوب.

تعالوا نمر في هذا سبر غور هذا الطريق الذي هو عبارة عن حالة خاصة لمرحلة انتقالية يمنية فشلت في تحقيق مهامها بينما الجنوب تقدم خطوات إلى الأمام في تطهير أرضه وبناء قيادة سياسية  وعسكرية بالاعتماد على تحالف استراتيجي مع دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وتحالف الضرورة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وحدد رؤيته في استعادة سيادته على أرضه وبناء دولة جنوبية مستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 90م.

قد يلاحظ البعض أن في ذلك تناقضًا وخلطًا وعدم وضوح خصوصًا تحالف الضرورة مع الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا  وعودتها إلى عدن واستعادة السيادة وبناء الدولة الجنوبية الفدرالية المستقلة كاملة السيادة، وأن آخرين يرون أن التحالف الاستراتيجي مع التحالف وخصوصا المملكة والإمارات في ظل أطماع ومصالح تلك الدول وفي ظل عدم الندية والقوة ما هو إلا ضرب من الخيال ولن يخدم تطلعات شعب الجنوب.

ما هو الطريق الأمن الذي تسلكه القيادة السياسية للوصول بالأهداف الجنوبية بأقل تكلفة؟

لقد سار الجنوب منذ 2015م في هذا الطريق واليوم يواصل ذلك السير وهو الطريق الذي اعتمد فيه على التحالف العسكري لمحاربة الحوثي لتحقيق أهداف مشتركة مع التحالف هي:

- صد الغزو الحوثي وتحرير الأرض.

- الحفاظ على الهوية العربية للمنطقة.

- الحفاظ على أمن واستقرار الملاحة الدولية.

- مكافحة الإرهاب.

وهناك أهداف جنوبية تتحقق هي:

- تحرير الأرض والحفاظ على النصر الجنوبي.

- بناء قيادة سياسية جنوبية.

- بناء مؤسسات الدولة في عدن بغض النظر عن أي مسمى.

- بناء مؤسسات عسكرية جنوبية.

- خلق علاقات سياسية دولية ومع المنظمات والهيئات الدولية والوصول إلى أروقة صنع القرارات الدولية.

هذا الطريق واضح الوجهة وغير مختلف عليه ولكن ربما هناك من تعتم عليه بسبب نتائج اتفاق ومشاورات الرياض وعودة الحكومة إلى عدن، وهذا قد يكون فيه بعض المحاذير الحقيقة وخصوصًا أننا لم نشهد تحسنًا ملحوظًا في بناء مؤسسات الدولة  والإبقاء على مؤسسات هامة في صنعاء وعدم تحسين الخدمات وظهور رموز يمنية في عدن، لكن ذلك لا يسد خط السير وقد يعرقل المسير بعض الوقت، لكن هذا هو طبيعة السير الآمن وعدم الاصطدام بالحلفاء قبل إكمال الطريق.

هذا الجزء من الطريق سيقود إلى إحدى نتيجتين:

الانتصار على الحوثي في الحرب.

جنوح الجميع للسلام وقف الحرب.

وفي الحالتين يسعى الجنوبيون إلى إدراج قضيتهم في أجندة هذه المرحلة وضع إطار لها في مفاوضات وقف الحرب وحلها في عملية السلام الشامل، وخلال مفاوضات وقف الحرب من حق الجنوبيون طلب ضمانات دولية وإقليمية بعدم الاعتداء على شعب الجنوب وأرضه مرة أخرى أو قوات حفظ سلام دولية على الحدود الجنوبية اليمنية وتسليح شعب الجنوب لحماية أرضه وثرواته من النهب والإرهاب.

سيكون الطريق القادم هو المفاوضات السياسية التي ينبغي أن يصل إليها الجنوبيون وهم يمتلكون إطارًا تفاوضيًا لقضيتهم وقد عززوا سيطرتهم على أرضهم وأمنوا حدودهم وأوجدوا أأسس الدولة الجنوبية المنشودة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى