> واشنطن «الأيام» أ ف ب:
عكس سيل الشهادات التي قدمتها شخصيات في المعسكر الجمهوري إلى الكونغرس في الأيام الأخيرة، صورة مخيفة لرئيس كان يعلم أنه خسر الانتخابات لكنّه حاول التمسّك بالسلطة.
ورسم عدد من موظفي البيت الأبيض أو من العاملين ضمن حملة دونالد ترامب، ومحامون وحتى أفراد من عائلته، أطر دعاوى قضائية محتملة، ما سلّط الضوء على عدة مخالفات قد يكون ارتكبها الملياردير خلال فترة رئاسته، والتي بلغت ذروتها في الهجوم على مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021.
وبات سؤال أساسي يُطرح الآن: هل يجب أن يوجه المدعون العامون الفدراليون اتهاماً إلى دونالد ترامب؟
قال المدعي الفدرالي السابق في نيويورك كيفين اوبراين لوكالة فرانس برس، إن "ثمة احتمالات بأن يواجه ترامب اتهامات من قبل وزارة العدل".
لطالما أكدت اللجنة البرلمانية أنّها ستترك مسألة توجيه الاتهام للسلطات المختصّة.
والوقائع التي جُمعت لا تصب في مصلحة نجم تلفزيون الواقع السابق.
- خطر واضح
وشجّعهم على التجمع في العاصمة الفدرالية في السادس من يناير. في ذلك اليوم خطب بآلاف الحاضرين وطلب منهم التوجّه إلى الكابيتول الذي يبعد مئات الأمتار، بينما كان المشرّعون يصادقون على نتائج الانتخابات الرئاسية.
كذلك، سلّط التحقيق البرلماني الضوء على الضغوط القوية التي تعرض لها مسؤولون عن عملية الاقتراع ومسؤولون كبار في وزارة العدل.
ولكن جلسات الاستماع أظهرت انّ رجل الأعمال البالغ من العمر 76 عاماً كان يعرف جيداً أنه خسر، نظراً للعدد المذهل من المرّات التي أخبره فيها أقرب مستشاريه بذلك.
على الرغم من الإجماع الواسع نسبيا خارج دائرة مؤيّدي الملياردير، على أنّه يمكن توجيه الاتهام إليه، إلا ان السؤال المطروح الآن على وزير العدل ميريك غارلاند هو ما إذا كان يجب أن يُتهم.
- فوق القوانين
أكد إدوار لوس، كاتب الافتتاحية في صحيفة فايننشل تايمز ومقرّه في واشنطن، أنّ "القيام بملاحقات غير متقنة يمكن أن يقوّي ترامب، بل قد يساعده على الفوز في إعادة انتخابه". وقال "عندما تهاجم ملكاً، حتى لو كان ملكاً سابقاً، يجب أن تسقطه".
ولكن نعمة رحماني، المدعي الفدرالي السابق في سان دييغو (كاليفورنيا)، أشار إلى أنّ وزير العدل لا يملك "الشجاعة" للبدء بهذه المعركة.
وقال لوكالة فرانس برس إن "اتهام رئيس سابق سيكون أمراً غير مسبوق وسيتطلّب مدّعياً قوياً مستعدّاً للتعامل مع قضية صعبة ومشحونة سياسياً". وأضاف "لا أعتقد أنّ ميريك غارلاند هو ذلك المدّعي العام".
وقال لوكالة فرانس برس إن "توجيه الاتهام سينتهك الأعراف المعمول بها بعدم محاكمة الرؤساء السابقين ومن شبه المؤكد أن تُطلق معارضة واسعة من جانب مؤيّديه"، معتبراً في الوقت ذاته أنّ "البديل هو تمرير محاولته الانقلابية من دون أي عواقب".