الخشبة

> كشفت المشكلة اليمنية عن بروز"حرب الطُّرُق"، فقد سمع العالم عن طريق السيارات وطريق الحمير، وسط ذهول مجلس الأمن وهيئة الأمم.

ذهب ثلاثة مبعوثين وبقي هانس جروند برج، لكن هذا السويدي يأمل أن يحقق اختراقًا في الأزمة.

ليس من المنطق التصديق بأن الدبلوماسية الأممية تقبل"الرِشى " على أنها هدايا الساسة، ولو كانت من نوع العسل أو البُّن أو الحلوى، فقد قيل أن للهدية في هذا البلد موروث عريق منذ بلقيس التي قالت ((وإني مرسلة إليهم بهدية.. )).

لا شيء يؤثر في سير العدالة الدبلوماسية، إنما هي الخَشَبَة!

حيث كشفت رحلة المبعوث بين العواصم عن بروز مشكلة اسمها " الصراع الإقليمي".

سيبقى اللغز المُحيّر عندما يقف بايدن بين الرياض وطهران.. عن أيٍ منهما يصعِّر خدّه، أو يلين جانبه؟

وبدأ أن الملف اليمني يتناوشه الثلاثة.

لكن هذا الملف يبدو صغيرًا في نظر الغرب عندما يرون حجم الملف النووي، وهنا قالوا تنتصب الخشبة"العائق" في طريق السلام وطُرُق تعز.

نحن في الجنوب ليس لنا من الأمر شيء، كل هذه الثمان السنين النِّحِسات كتبها أبناء الشمال بأيديهم من 11 فبراير إلى 21 سبتمبر.

حتى العالم يشهد بذلك، فقد صارت عدن محل نظر العالم وقِبلَة أهل السياسة التي يفدون إليها، ويرون أنها المكان الذي يجب أن يُحترَم.

كما أنه بعد مشاورات الرياض صار "الانتقالي" الأثقل في ميزان الكيانات السياسية والحزبية، وحظوظه في التمكين صارت تتدحرج إليه بيسر وسهولة.

وحيث أن المراقبين يرون في الملف النووي الخشبة في طريق سلام أهل اليمن، فقد تمنّى الجنوب لشقيقه الشمال أنْ يحزِم أمره، فقد لملمت عدن اليمن كله وقبِلَت بالجميع، حتى يخلصوا إلى حل ونهاية مشرِّفة.

وتُعرّف الخشبة بحسب الذاكرة الجنوبية بأنها نقطة تفتيش تؤخذ عندها الرسوم الجمركية على البضائع والسلع زمن الإنجليز، فإذا ما رغب مواطن في السفر من عدن إلى تعز مثلًا فعليه أن يدفع رسومًا لسلطنة لحج بعد أن يدخل حدودها، ثم يدفع رسومًا لسلطنة الحواشب في المسيمير التي يمر عليها أثناء سفره، ثم يدفع رسومًا للمرة الثالثة للمملكة المتوكلية اليمنية، بحسب السياسة الاستعمارية آنذاك.

لكن لهذه الخشبة ذكرى جميلة في ثقافة الدولة الجنوبية، فقد كان الباص الأزرق في خشبة لحج يجوب المناطق بسعر التذكرة الرخيص، والطُّرُق مفتوحة ومؤمّنة، كأنها"سُبُل السلام".

اليوم عزّ على أهل اليمن أن يبحثوا عن طريق واحد للسلام فما وجدوه..

وعليه سيبقى الجنوب يقرع باب دولته المنشودة وهو ينشد:

اخلِقْ بذي الصّبرِ أنْ يُحظى بحاجتهِ

ومُدمِن القرْعِ للأبوابِ أن يَلِجَا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى