التحالفات مع القاعدة تعقّد محاربة التنظيم في أبين وشبوة

> «الأيام» غرفة الأخبار :

> تشهد محافظتا أبين وشبوة استعدادات عسكرية وأمنية حثيثة؛ تمهيدًا لإطلاق معركة طرد عناصر تنظيم القاعدة في ظل ضغوط شعبية تطالب بضرورة وضع حد للتنظيم الجهادي الذي أضحى يشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن الجنوب.

واهتزت المحافظات الجنوبية في اليمن في الفترة الأخيرة لعمليات إرهابية تنوعت أساليبها بين استخدام سيارات مفخخة وانغماسيين واستهدفت قيادات أمنية بارزة في الجنوب آخرهم مدير أمن محافظة لحج والقيادي العسكري في المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء صالح السيد.

ولم تتبنَ أي جهة تلك العمليات لكن مسؤولين أمنيين وعسكريين يؤكدون أن معظمها تحمل بصمات تنظيم القاعدة، وأن هناك قوى داخلية وإقليمية تحرك عناصر التنظيم لإثارة الفوضى في الجنوب، بهدف استنزاف مجلس القيادة الرئاسي.

وأكد نشطاء الأحد دخول قوات الحزام الأمني الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي مدينة شقرة في محافظة أبين، ما ينذر بقرب العملية المنتظرة ضد تنظيم القاعدة الذي يتخذ من المحافظة الواقعة على بعد نحو مئتي كلم من العاصمة المؤقتة عدن، أحد أبرز معاقله في الجنوب اليمني.

ويأتي دخول قوات الحزام الأمني إلى الشقرة بعد ساعات قليلة من دعوة المجلس الانتقالي، خلال اجتماع استثنائي عقدته هيئته الرئاسية السبت الماضي، السلطة الشرعية إلى توفير الإسناد اللوجستي للقوات الأمنية.

ويرى مراقبون أن التصدي لعناصر القاعدة بات ضرورة أمنية ملحة، خصوصًا وأن التنظيم أظهر قدرة كبيرة في الفترة الأخيرة على استهداف الوضع الأمني الهش بطبعه في الجنوب، غير مستبعدين في أن يكون التنظيم واجهة لأجندة داخلية وإقليمية تسعى لضرب جهود التحالف العربي لتحقيق السلام في هذا البلد.

وبدا تنظيم القاعدة خلال السنوات الأخيرة خاملًا، لكنه عاد بقوة إلى المشهد منذ تسلم المجلس الرئاسي السلطة الشرعية في اليمن خلفًا للرئيس السابق عبدربه منصور هادي في أبريل الماضي، ليعلن التنظيم الجهادي عن هذه العودة عبر بيان شديد اللهجة هاجم من خلاله مجلس الرئاسة والتحالف العربي.

ويقول مراقبون إن إرسال قوات الحزام الأمني إلى أبين يعني أن ساعة الصفر لمهاجمة عناصر التنظيم باتت قريبة، مشيرين إلى أن العملية العسكرية لن تكون بالسهلة حيث إن للتنظيم قاعدة متجذرة في أبين، كما أن للتنظيم تحالفات كبيرة مع قوى في الداخل وفي مقدمتها جماعة الإخوان.

واستباقًا لأي هجوم ضده، أطل التنظيم ببيان قبل أسبوع، يناشد فيه قبائل المنطقة إيقاف أي تحركات تستهدفه. ودعا البيان قبائل محافظة أبين إلى ما وصفه بـ"عدم الانجرار إلى صراع يدفع ثمنه أبناء قبائلنا من أهل السنة".

وطالب التنظيم الجهادي بـ”مراجعة أفعال" ما سمّاها بـ”حكومة شقرة" ، في إشارة إلى القوات الحكومية الموجودة في مدينة شقرة، بعد "اعتزامها إطلاق حملة عسكرية لملاحقة المجاهدين من أنصار الشريعة في أبين، بسبب عملية عسكرية قام بها بعضٌ من أفرادنا بصورة فردية، وقتلوا فيها عددًا من الجنود".

وأشار البيان إلى "مخالفة أفراد التنظيم في هذه العملية" التي أودت بحياة أربعة جنود من قوات الجيش اليمني وإصابة ثلاثة آخرين الأربعاء الماضي بمديرية أحور جنوب محافظة أبين "على الرغم من وجود أوامر واضحة بعدم القيام بأي عمل ضد حكومة شقرة في هذه المرحلة، وذلك من باب السياسة الشرعية".

وأكد التنظيم "استعداده للحرب في حال اشتعال فتيلها، وإغلاق كل الفرص والجهود المبذولة". ولم يتطرق البيان إلى العمليات الأخرى التي شهدتها المحافظات الجنوبية خلال الفترة الأخيرة، ولم يعلن تبنيها أو نفي مسؤوليته عنها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى