طارق صالح في تعز لتصويب بوصلة الصراع في اليمن

> تعز "الأيام" العرب اللندنية

> ​العميد صالح يشيد بصمود واستبسال محافظة تعز أمام المشروع التوسعي الإيراني والانقلاب الحوثي.

تقول أوساط سياسية يمنية إن زيارة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح إلى محافظة تعز جنوب غربي البلاد، تحمل عدة رسائل من بينها تأكيد حرص القيادة على فك الحصار عن مركز المحافظة، لاسيما بعد رفض الحوثيين الاستجابة للضغوط في هذا الشأن، واقتصارهم على فتح طريق فرعي لا يلبي حاجة سكانها.

وتشير الأوساط السياسية نفسها إلى أن العميد صالح الذي يقود أيضا قوات المقاومة الوطنية، يريد من خلال زيارته القول بأنه ما لم يتحقق سلما فإنه سيتحقق حربا، وأن على الحوثيين أن يدركوا أن المواجهة المقبلة ستنطلق من تعز، في حال استمرت مماطلتهم في تنفيذ بنود الهدنة الأممية المعلنة منذ أبريل الماضي والتي جرى تمديدها الشهر الماضي.

وترى هذه الأوساط أن اللقاءات التي قام بها القيادي اليمني، والتي شملت قيادات عسكرية وأمنية تنتمي إلى جماعة الإخوان، هدفها ردم الفجوة ومحاولة بناء الثقة بين القوى المحسوبة على الشرعية لإعادة تصويب مسار الصراع الذي تشتت بفعل التدخلات الإقليمية، مستبعدة أن تلقى هذه البادرة تجاوبا من الجماعة على أرض الواقع.

وأجرى العميد صالح بمناسبة عيد الأضحى زيارة تفقدية السبت، هي الأولى من نوعها لمسؤول يمني رفيع، إلى محافظة تعز التي تتقاسم القوات الحكومية والحوثيون السيطرة عليها منذ بدء الحرب اليمنية عام 2015.

ولاقت زيارة العميد صالح ترحيبا كبيرا من المواطنين الذين كانوا قد فقدوا الثقة في مسؤولي السلطة الشرعية، لاسيما بعد فشل هؤلاء في إجبار الحوثيين على الإيفاء بتعهداتهم لجهة إنهاء أزمة حصار مركز المحافظة.

وعقد العميد صالح خلال زيارته إلى مدينة التربة، جنوبي تعز، سلسلة لقاءات بقيادات أمنية وعسكرية في المحافظة. وحثّ نائب رئيس مجلس القيادة خلال تلك اللقاءات “على مضاعفة الجهود ورفع مستوى الاستعداد القتالي والجاهزية لمواجهة كافة الاحتمالات في ظل استمرار تعنت الحوثيين، ومحاولاتهم استغلال الهدنة لتحشيد عناصرهم وعتادهم نحو جبهات المحافظة”.

وأشاد “بصمود واستبسال محافظة تعز التي شكلت حائط صد في مواجهة المشروع التوسعي الإيراني والانقلاب الحوثي”.

ونقلت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” عن القيادات العسكرية والأمنية في محافظة تعز إشادتها بقرار القوات المشتركة المتعلق بفتح منفذ البرح في محافظة تعز من طرف واحد، معتبرة ذلك “اختبارا جديدا لإرادة المجتمع الدولي وقدرته على الضغط على الميليشيات الحوثية وإجبارها على اتخاذ خطوة مقابلة، وفتح الطرق الرئيسية في المحافظة”.

وتعدّ زيارة طارق صالح إلى محافظة تعز ولقاؤه قيادات عسكرية وأمنية في المحافظة، من بينها قيادات مقرّبة من حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) في تعز، الأولى من نوعها بعد قطيعة بين الطرفين دامت سنوات.

وقال العميد صالح في تغريدة على تويتر “صلينا عيد الأضحى في التربة قلب حجرية تعز. معركتنا تتطلب تقوية وحدة جبهاتنا، فالحوثي ليس مجرد محارب عسكري، بل هو تحد ديني ووطني، يتهدد هويتنا ويمزق بلادنا اجتماعيا”.

وعلّق محافظ محافظة تعز نبيل شمسان في تغريدة عبر تويتر على زيارة العميد طارق صالح قائلا “هي الأولى ولن تكون الأخيرة”، مؤكدا “أن القادم أفضل”.

وعلى مدى السنوات الماضية ظلت القوات العسكرية التابعة لمحور تعز العسكري، والموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح، تعزز نفوذها العسكري والأمني في مدينة التربة، جنوبي محافظة تعز، قبل سيطرتها مؤخرا على أجزاء واسعة من المناطق الجنوبية من المحافظة، كـ”الحجرية” و”هيجة العبد” عقب اغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع في 2019.

وتتهم القوات الموالية لحزب الإصلاح بالتخادم مع الحوثيين، وهو ما زاد من تعقيد المشهد العسكري في المحافظة، ويعتقد مراقبون أن زيارة نائب رئيس مجلس القيادة تهدف في جانب منها إلى جس نبض حزب الإصلاح بشأن مدى استعداده لأن يكون طرفا رئيسيا في دحر الجماعة الموالية لإيران، حيث أن المجلس يدرك أن ذلك لا يمكن أن يتحقق دون التفاف من جميع الأطراف المؤثرة داخل المحافظة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى