قمع حرية الإعلام.. متى نتجاوزها؟

> ا تزال هناك منطقة مهمة لا تحتل مكانتها بين ظهرانينا كحكومات وشعوب، على الرغم منة الإقبال على متابعة الأخبار! لكن تظل مسألة تتبع تضحيات العاملين في هذا المجال محل جذب وشد بين كل أطراف العمل السياسي ونخبه؛ الذين يبحثون عن لغتهم فقط في دهاليز معينة مقتضبة لا تستطيع تقبل الرأي والآخر، ووجود الآخر، والعالم بكبره واتساعه يشهد لغة واحدة هي التناحر والقتل والتنكيل ونكئ الجراح، مشهد على الرغم من دمويته والجرائم المرتكبة فيه والمفتعلة في أحيان كثيرة إلا أنه تظل للكلمة الحرة والمستقلة والقريبة من واقع الناس حسها ودلالتها مادام من يقوم عليها ويسوسها قادرًا على أدائها وإدارتها بمسؤولية لا تلين ولا تؤثر عليها المنعطفات السياسية وفشل السياسيين.

في تقدير تلك المسؤوليات أو حتى الوقوف عليها إلا الاستثناءات التي تحمل إليهم ليقوموا بتأدية واجباتهم ومسؤولياتهم تلك. وهي - أي المسؤوليات - ليست مجرد عرف أو مقولة، بل هي تشريع يؤسس له القانون وتحكمه إجراءاته بسلاسة مادام القائمون على واجباتهم يقدرون مفهومها ولا يتعدونها أو يعتدوا عليها.

والإعلام الحر والمستقل سواء كان مؤسسة أو أفراد لابد أن يكونوا مختصين وعالمين بمهنتهم وتفاصيل عملياتها. فما أكثر المتدخلين في عمل الصحافة والإعلام الذين امتهنوا الصحافة والإعلام لمجرد التعبئة والتحريض والتنكيل بالآخرين والإضرار بحرياتهم وكرامتهم والمساس بتلك السلطة التي لم تعد رابعة ولا رابضة على كرسي عرشها في سلم الحكم والمسؤولية.

إننا نحث من يحمل معول الهدم التوقف عن الاستمرار في أعمال قمع الحريات الصحافية والإعلامية ونحث على تحديث ميثاق إعلامي حر ومستقل لا يعمل ولا يكرس لماضٍ دفين يريد له المتشدقون بالصحافة والإعلام لأن يكون مجرد سياق واحد من منظومة إعلامية لا تستطيع تغيير واقعها ومناهضة مفهوم القمع المسيس والمسير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى