سفر الحبوب

> حُبسَ الطعام في البحر الأسود في سابقة لم يشهد مثيلها العالم من قبل.

كنّا نقرأ في القرآن عن البحر قوله تعالى:"وترى الفلك فيه مواخر لتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون".

وفي لحظة إستثنائية أيقضتنا حرب أوكرانيا لننتبه إلى معنى الآية "لتبتغوا من فضله... " أي في التجارة وتبادل السلع ونقل البضائع بما فيها طعام الناس في هذا الكون من الحبوب الذي يُساق إليهم في شتَّى الأقطار على ظهور السفن والبواخر التي تُبحر ليلًاو نهارًا.

إنّ العالم في هذه اللحظة يستنفر طاقاته لإطلاق سراح الطعام المحبوس من ثلاثة موانئ في أوكرانيا هي أوديسا ، سوخيرسون وماريوبول بوساطة أُممية بين روسيا وأوكرانيا .

إنه القمح الأوكراني العالق في البحر بسبب الحرب، والذي لم نكن نهتم بوصوله من قبل ولا نحسب له حسابًا.

من كان يتصور أن أكثر من 22 مليون طن من الحبوب محملة على ظهور 84 سفينة تنتظر في ميناء أوديسا من أجل الخروج إلى الجياع في العالم.

إنها ثمرة الحروب المُرَّة التي تصنع كل هذه المأساة.

أعلنت وسائل الإعلام الدولية خبر الحدث الكبير وأذاعته تحت عناوين عريضة"إتفاقية الحبوب" و "صفقة الحبوب"،ليس حبوب أوكرانيا فحسب وإنَّما حبوب روسيا أيضاً.

أيُّها البحر الأسود العظيم، إنك تزفُّ بشرى للبشرية عندما تفتح ممرًا آمنًا لسفر الحبوب.

صباح السعادة أوديسا، نحن في اليمن ليس لدينا ممرًا آمنًا لسفر الناس في المناطق المحاصرة.

نحن يا صاح في بلد "السعيدة" حُكِى إننا في لحظة من الزمن بطرنا بمعيشتنا حتى تفرقت فينا أيدي سبأ.

وكنا يا أوديسا نتغزل بك في الجنوب، وقد نسجنا في رحابك صداقة وافرة النماء زاخرة بالعطاء، حتى رأينا في ديارنا الجنوبية سلّة غذاء لا تنتهي، ثم الجأتنا حرب الشمال إلى أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم.

يا بحرنا الأسود.. أنت الأبيض المُشع الذي تعطي الدول النامية بارقة أمل، لأنها تحتاج إلى الحبوب لإطعام سكانها.

نعم تحاربا الروس و الاوكران وتخاصما ومازالا لكنهما جلسا من أجل إطعام البشرية بوساطة رعتها الأمم المتحدة.

يا ممر الحبوب الآمن في أوديسا لو تشفع لليمن من أجل ممرات آمنة في تعز.

إنْ كانت حربكم في أوروبا فتحت حصار الحبوب في الموانئ فلتفتح حرب اليمن حصار الطرقات الذي منع عن الناس وصول الطعام والدواء في المناطق المحاصرة.

لقد صار سفر الحبوب في البحر عندكم سهلًا من أجل الإنسان، بينما سفر المواطن في هذا البلد صار صعبًا ،كأنه لا إنسان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى