اعتراف أممي أمريكي بصعوبة إقناع صنعاء بتمديد الهدنة وفتح الطرقات

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> رفضت الحكومة اليمنية حزمة جديدة من المقترحات التي تقدَّم بها المبعوثان الأممي والأميركي إلى اليمن متضمنة تبنِّي عددًا من الاشتراطات الحوثية المتعلقة بتوسيع وجهات الرحلات الجوية من مطار صنعاء وزيادة عدد الوجهات، إلى جانب قضايا أخرى تتعلق بآلية السماح بدخول السفن إلى ميناء الحديدة وصرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة الحوثيين.

وبحسب ما ذكرت صحيفة العرب اللندية أمس فإن المبعوثين هانس جروندبرج وتيم ليندركينج اعترفا بوجود صعوبات في إقناع الحوثيين بالموافقة على فتح الطرقات في مدينة تعز وخفض مستوى التصعيد العسكري خصوصًا في محافظة مأرب، وأكدا في ذات الوقت على حرصهما على دور الحكومة الشرعية في الحيلولة دون انهيار الهدنة.

ووفقًا للصحيفة اللندنية فقد فشلت كل الجهود الأممية والدولية في انتزاع أي تنازلات من قِبل الحوثيين عن طريق وساطة عُمانية لدفع عملية التسوية السياسية قدمًا في اليمن وتحويل الهدنة إلى مشروع سياسي متكامل لإنهاء الحرب، في الوقت الذي يؤكد مراقبون استغلال الميليشيات الحوثية للحاجة الدولية والإقليمية لتمديد الهدنة في اليمن وخفض مستوى العنف.

وفيما تبدو كمحاولة لامتصاص غضب الشارع المناهض للحوثيين في اليمن، وتخفيف الضغط الشعبي على الحكومة اليمنية، عبَّر الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي عن أسفه لرفض الحوثيين للمقترح الأخير للمبعوث الخاص للأمم المتحدة حول إعادة فتح الطرق خاصة حول تعز، ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف إلى القبول بتمديد آخر للهدنة لستة أشهر بعد الثاني من أغسطس.

كما صدر بيان مشابه عن مجموعة الدول الخمس بشأن اليمن، طالبت فيه الخماسية الحوثيين بفتح الطرق المغلقة إلى مدينة تعز فورًا، وشددت على ضرورة أن تكون الغايات النهائية للهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة هي تحقيق وقف دائم لإطلاق النار والوصول إلى تسوية سياسية مستدامة.

ولا تلاقي مثل هذه الدعوات أي صدى لدى الحوثيين الذين صعَّدوا من تحركاتهم العسكرية مؤخرًا في عدد من المحافظات على غرار تعز والبيضاء ومأرب.

واعتبر عزت مصطفى رئيس مركز فنار لبحوث السياسات أن تصعيد الحوثيين يندرج ضمن محاولات الهروب من ضغوط إلزامهم بتنفيذ اشتراطات الهدنة من خلال طرح مطالب تعجيزية تمس بالمركز القانوني للشرعية وبطبيعة سيادتها على الأراضي اليمنية ومنها المناطق المحررة بما في ذلك الموارد السيادية للبلاد.

ورأى مصطفى أن الحوثيين يحاولون استغلال حاجة المجتمع الدولي لفرض وقف إطلاق النار في اليمن والتعامل مع أزمات دولية أخرى أكثر تأثيرًا على القارة الأوروبية وخاصة أزمة الحرب الروسية - الأوكرانية.

ويفسر مراقبون للشأن اليمني الضغوط الأممية والدولية على الحكومة اليمنية بأنها هروب من ممارسة المجتمع الدولي لمسؤولياته في الضغط على الطرف المعرقل للتسوية السياسية في اليمن والمتمثلة في الميليشيات الحوثية، وتحميل الشرعية فقط مسؤولية الإخفاق والفشل في التعامل مع حالة التعنت الحوثي انطلاقًا مما يعتبره المجتمع الدولي مسؤولية أخلاقية تتحملها الحكومة اليمنية بوصفها الشرعية المعترف بها دوليًا.

وأشار رماح الجبري مدير المركز الإعلامي اليمني إلى إعلان الميليشيا الحوثية قبل أكثر من أسبوع وأثناء انعقاد قمة جدة بأنها لن تقبل بتمديد الهدنة، التي لم يبق على انتهائها سوى أسبوع واحد، يشير إلى أن أي تمديد تقرره طهران ووفقًا للمصالح الإيرانية لا اليمنية.

وأضاف الجبري "تبحث الميليشيا الحوثية عن هدنة مع التحالف لا مع مجلس القيادة الرئاسي لتضمن فقط وقف العمليات الجوية لطيران التحالف مقابل إيقاف المسيرات والصواريخ البالستية إلى خارج حدود اليمن لا وقف العمليات العسكرية في مأرب ومختلف جبهات القتال بما في ذلك استمرار قصفها للمدنيين في مختلف المحافظات".

ولفت إلى أن الميليشيا الحوثية تستفيد من حالة الحرب أكثر من حالة السلام أو حتى الهدنة ومن ذلك قمع الخصوم تحت يافطة ما تسميه "العدوان" وكذا نهب المليارات بمسمى المجهود الحربي ومسميات أخرى وكون إنهاء الحرب يجعلها في مواجهة مع المجتمع المتوقفة عنه الخدمات وموظفي الدولة المنقطعة رواتبهم منذ سنوات وذلك ما يجعل استمرار الحرب المناخ الملائم لتستمر أنشطتها وتحقق أهدافها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى