عندما تعلن مؤسسة الكهرباء بأن هناك مفقود من التيار لأسباب فنية كثيرة أو تأتي فاتورة المياه بمبلغ كبير أنت لم تستهلكه وبعد المتابعة يظهر أن السبب هو ضغط الهواء عند تدفق الماء ببداية تشغيل المضخات وكذلك عندما تشتري اللحوم والأسماك بأنواعها فإن وزنها يختلف ويقل عندما تصل للمنزل بسبب تشبيعها بالمياه، فإننا هنا ندفع قيمة المفقود من الشيء الذي لا نستفيد منه على الرغم من أننا ندفع أكثر من الفائدة المرجوة لكن هذا هو الواقع المؤلم الذي نعيشه.

ونحن كبلد غني بالثروات لم نستفد مما أنعم الله على بلدنا منها في تعزيز الموازنة العامة للدولة وأصبحت الفائدة التي تصل للمواطن لا تتعدى عشرة بالمائة من الثروات المستخرجة، وهنا تكون النسبة المتبقية مفقودة "بعدة طرق" وهي نسبة ليست بقليلة وصعب علينا سؤال الحكومة عن المفقود من الثروة الوطنية المستخرجة التي تعتبر ملك للشعب في كافة دول العالم وبموجبها يفقد رؤساء دول وحكوماتها مناصبهم بحسب نظام هذه الدولة أو تلك عندما لا تصل للمواطن الخدمات المناسبة كما كان يتوقعها ويتمناها بحسب برنامج الحكومة الذي بموجبه كسب الثقة لتولي هذا المنصب.

ولأن السياسة الجديدة التي لانعرف عنها شيء سيطرت على حكومات بلدي المتعاقبة منذ عقد من الزمن فأصبح المواطن يفتح عينيه صباح كل يوم داعيًا الله عز وجل أن يمُر هذا اليوم على خير بخلاف ما كان يدعوه قبل ثورة الربيع العربي التي أطاحت بنظام وأنشأت عدة أنظمة واستفاد من الثورة أفراد سموا أنفسهم شباب الثورة، حيث كان المواطن  يدعوا الله تعالى بأن يرزقه ويفتح عليه اليوم أفضل من ما رزقه الله بالأمس لوجود حركة ونشاط اقتصادي وأمن وأمان وقانون حتى ولو بنسبة لم يكن يرضى بها  المواطن للوصول إلى حقوقه ومتطلبات حياته اليومية حتى وإن وصل له كان يحدث بعد جهد وبنسبة لابأس بها لكنه اليوم يتمنى تلك النسبة من الحقوق التي انعدمت وضاعت للعامة، وبقيت للمقربين من المشايخ والقيادات المدنية والعسكرية، فلهم كل ما يرجون ويبتغون دون تعب وبقية المواطنين يسمعون جعجعة ولا يرون خيرها ونحاول محاربة الفساد ولكنه يتمختر أمام الجميع.

القيادة فن وذوق وصاحب القرار عليه أن يترك الأثر الإيجابي من خلال نتائج إيجابية على الأرض وليس بالخُطب والشعارات واختيار وجوه وطنية محبه للوطن لإدارة مؤسساتها وهيئاتها الأمر الذي يتطلب منّا جميعًا البدء بأن يكون التغيير إيجابي والذي يتقبله الشارع فالتمهل بالاختيار دائمًا يجني نتائج إيجابية.

كلنا أمل بأن نرى الاتفاق المجتمعي قبل الحكومي على الشخصيات التي سوف تتقلد المناصب الجديدة بالأيام القادمة حتى نسيطر على المفقود من الثروات.

واستغلالها بالطريقة الأفضل والأمثل لتعود منفعتها على المواطن، وتفعيل الأجهزة الرقابية للدولة مثل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة وهيئة مكافحة الفساد باختيار رؤساء لهاتين المؤسستين من المشهود لهم بالنزاهة وقوة الحُجة والإرادة للعمل من أجل الوطن وليس لأجل مصالحهم الشخصية وعلى الرئيس الدكتور رشاد العليمي أن يكون من الراشدين باتخاذ قراراته، خاصة بأن الدكتور الشعيبي أحد أهم الشخصيات ذات العقل الراجح والرزين والمحب لبناء وطن حديث متطور.