​الحبوب.. مصدر التأمين الغذائي

>
إنها وبحق أي الحبوب مصدر الغذاء الأساسي للبشرية منذ الأزل، ولعل قصة سيدنا يوسف القرآنية تلخص أهمية الحفاظ على ما يمكن من مخزونها لمواجهة السنين العجاف.. لهذا عرفت حيطة سيدنا يوسف بأهميتها البالغة كواحدة من مصادر التأمين الغذائي، وكلما واجه العالم مخاطر الحروب والجفاف يكون الهلع من مخاطر

المجاعات، وكل ما يمكن فعله في تلك الأثناء هو السعي لخزن ما يمكن منها، إلا أن كميات ذلك لا تكفي إلا لمدة عام في أحسن الحالات، وربما هي ليست المرة الأولى في التاريخ التي تنذر بمخاطر  تراجع حجم إنتاجها وتصديرها ما يمثل مؤشرًا خطيرًا داهما على استقرار الأمن الغذائي للشعوب، حتى أن ردة فعل بعض

البلدان المصدرة آخذة باتجاه منع التصدير كما هو الحال بالنسبة للهند التي هي ضمن البلدان المصدرة، ناهيك عن مشاكل الحرب بين روسيا وأوكرانيا وما تعكس من تراجع نسبة الإنتاج والتصدير وفق معطيات كثيرة.

إن الهلع يجتاح العالم وتحذيرات من مخاطر ارتفاع الأسعار الذي بدوره يخلق مجاعات خصوصا في البلدان الفقيرة المعتمدة على كل احتياجاتها من الخارج، ناهيك عن مشاكل الجفاف والحروب وحالة عدم الاستقرار التي تفاقم من حدة الأزمة على هذا الصعيد مع غياب التدابير الممكنة سواء على صعيد إعادة الاهتمام بزراعتها

ناهيك عن انحسار غير مسبوق في منسوب المياه في بلدان كانت حتى وقت قريب تنتج جزءًا من حاجتها هكذا تعود أزمة الحبوب إلى الواجهة وهي من المخاطر التي  يتوقع أن تحدث تداعيات كبيرة على المدى القريب لعدد من الدول التي سوف تتضرر بقسوة من المستجدات على هذا الصعيد، فالمخزون الاستراتيجي مهما

كانت نسبته لا يشكل واقيا من الخطر الداهم، خصوصا إذا ما استمرت تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية التي ما زالت تأخذ منحى تصعيديا وفق المراقبين.

وهنا نتساءل عن تحسبات مجتمعاتنا لمثل تلك التداعيات وآثارها الكارثية على بلدان هي تعاني من ارتفاعات تكاليف معيشتها وانعدام الصادرات، بل تخوض في مستنقعات فساد تجعل من استثمار الأزمات سبيلا لثراء  رموز الفساد التي تتاجر بآدمية الناس بكل فجاجة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى