المجلس الرئاسي..وسمك الثمد

> على مر الزمان يعتبر سمك التونا Tuna ذو الزعانف الصفراء Yellow Fins المعروف محليا ب "الثمد" الوجبة الرئيسة  Primarily
والتقليدية  Traditional التي لا يمكن الاستغناء عنها أو إلغائها من قائمة طعام الشعب عامة والأسرة العدنية خاصة.

ولقد ترسخت هذه العادة الاستهلاكية الأزلية لأسباب عديدة، منها وليست كلها التالية:

 1 - وفرة سمك الثمد وتمدد موسمه على امتداد بحر خليج عدن ،بدءًا من صيره كريتر مرورًا بزنجبار أبين حتى سواحل حضرموت والمهرة.

 2 - توفره في معظم الأوقات طازجا Fresh.

3 - تدنى أسعاره بسبب الخاصية 1 ( أعلاه) مما مكَّن حتى شرائح المجتمع الأقل حظا ماديا من شرائه مقارنة بالأنواع الأخرى الأغلى ثمنا (البياض، الجحش، الديرك، الهامور، السخلة... إلخ ).

 4 - اصطياده كان في غالبًا من قبل قطاع الصيادين المحليين مما ساعد على استقرار وثبات أسعاره برغم تواضع عموم امكانيته .

5 - سهولة وسرعة تحضيره وطبخه.

 6 - لا يتعفن سريعا، أي يمكن حفظه مبردًا/ مثلجًا (على المستوى الشخصي والتجاري) لفترات زمنية أطول مقارنة ببقية الانواع.

7 - بديلًا صحيًا للبروتين الحيواني (اللحوم) الغالية الثمن.

 8 - الاستفادة الاقتصادية من حواشيه ومخلفاته (أسمدة، غذاء لصناعات الدواجن ومزارع الأسماك والروبيان..إلخ ).

 أخرى ( القارئ الفاضل يتذكرها).


ولكن هذه الصورة الوردية لأساسيات الأحياء البحرية في عدن ونخص"الثمد" بدأت بالتغير والتبدل مباشرة بعد العام 1990م على مستوى الاقتصاد الجزئي وكذا الاقتصاد الكلي، فقد تغيرت وتطورت العادات الغذائية Eating Habits في الشمال ذو الاغلبية السكانية المطلقة بإضافة الأحياء البحرية Marine Lifes وتحديدًا السمك بكل أنواعه و أشكاله إلى قائمة طعامهم برغم أنه تاريخيا كان استهلاكه وأكله يعتبر "نكرة إجتماعية".

وفي ذات الحين تأسست شركات تسويق وتوزيع وبيع وتصدير للأحياء البحرية وتحديدًا لللأسماك بكافة أنواعها على مستوى السوق المحلي والأجنبي شفطت كثيرًا من حجم الانتاج والمحصول الاصطيادي.

وبعد ذلك انتشرت موجات  إصدار"تراخيص اصطياد" لسفن وأساطيل أجنبية مقابل مردود مادي والتي عبثت بالثروة البحرية للوطن.

ولعل لسوء حظ المواطن المستهلك، فإن المتغيرات المذكورة أعلاه كانت أكثر تعزيزًا Reinforced على تسويق أو تصدير"سمك الثمد" خاصة وأنه يباع في الشرق الأدنى "اليابان خاصة" بنحو 10 أو أكثر أمثال سعره في السوق المحلية.

 كل هذه العوامل مجتمعة قلصت وبدرجة كبيرة وملموسة كميات الثمد المعروضة في أسواق الجنوب عامة وعدن تحديدًا، برغم استقرار و ازيادة الطلب عليه مما نتج عنه زيادة وحشية في أسعاره "زيادة الطلب عن المعروض" لم تهدأ أو تنطفئ في أوقات السلم أو الحرب حتى وصل سعر الكيلو من الثمد إلى مستوياته في بلدان استيراده الخارجية، مع العلم بأن مستوى دخل الفرد في اليمن يعتبر واحد من الأدنى عالميا.

نعم، وصل سعر الكيلو إلى أكثر من 13 ألفَ ريال!!!.

في جمهورية مصر العروبة، قلعة العروبة، يناقش البرلمان المصري إرتفاع أسعار "بيض الدواجن" التي وصلت إلى نحو 4 دولارات أمريكية للطبق، وسبحان الله هو نفس السعر على المستوي المحلي الوطني ومع ذلك لم يحرك"برلماننا" المؤقر ساكنًا، مع العلم بأن دخل المواطن المصري يعادل 6 - 7  أمثال دخل المواطن اليمني.

وعليه، نتوجه إلى مجلس الرئاسة المؤقر طالبين تدخله السريع للحد من تدهور الأوضاع عامة وأسعار الثمد خاصة وإن المجلس المؤقر يقع على بعد أمتار من سوق السمك، وهو وضع أفضل حالًا بدل البعد لآلاف الأميال عن القاعدة الشعبية، ولنا في سيرلانكا مثال.

- رجاءً تحركوا لصالح الغالبية المطحونة وستجدونهم معكم وإليكم، وفوق ذلك سيكون الله في عونكم.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى