الحوار الجنوبي والتنازل لبعضنا البعض

> زيارة فريق الحوار الوطني الجنوبي لمؤسسة وصحيفة "الأيام" ذات طابع مميز وهي في إطار الحوار الوطني الجنوبي مع كل شرائح ومكونات الجنوب بما فيها المرأة والشباب.

تكتسب زيارة الفريق لـ "الأيام" أهمية وهي تحاور هيئة تحرير الصحيفة التي حملت مشعل النور والتنوير بقضية الجنوب منذ تأسيسها على يد المغفور له العميد محمد علي باشراحيل، وكذلك تصدت للمظالم التي ارتكبت بحق الشعب الجنوبي وكانت في مقدمة من حمل قضية الجنوب ودافع عنها حتى أنها تعرضت للعقوبات الجائرة وتلفيق القضايا ودفع ناشرها ورجلها الأول المغفور له هشام باشراحيل حياته قربانا على طريق درب تحرير الجنوب واستعادة دولته.

في حوار فريق الحوار الوطني الجنوبي تم الاستماع لرئيس تحرير الصحيفة الذي طالب بشمولية الحوار الوطني وتحقيق المساواة للجميع، وأكد فريق الحوار الوطني الجنوبي أنهم منفتحون على الجميع ولن يتم استثناء أو إقصاء أحدًا أبداً.

الحوار الوطني الجنوبي يضع الأساس بأن الوطن هو لجميع أبنائه وبكل أبنائه ويطلب من الكل استخدام مصطلح الحوار الوطني الجنوبي في التداول والتناول الإعلامي لأن الجنوب وطن وهوية وما دام هو وطن وهوية فلا بد من أن تجمعنا دولة ديمقراطية وفيدرالية ينعم الجميع تحت علمها ودستورها بالعدالة والشراكة في صناعة القرار وصنع المستقبل، ولا بد من ميثاق وطني جنوبي يلتزم الجميع بأحكامه ونصوصه. يجب علينا تجنب استخدام ميثاق شرف، وإنما ميثاق وطني جنوبي يقر فيه الجميع بأن الجنوب وطن وشعب ودولة، وهذا يعمق ويرسخ مداميك الشراكة والمساواة ويعجل باستعادتنا لوطننا الجنوبي ودولتنا العادلة باقل كلفة ووقت وبوسائل آمنة، ولقد أكد فريق الحوار الوطني الجنوبي عند زيارته لـ "الأيام" أنهم قد قطعوا شوطاً كبيرًا واستشرفوا كثيرًا من الرؤى والأفكار لدى من تم الحوار معهم وأن الأمور طيبة وأن الحوار يسعى بمصداقية لتوحيد الصف في إطار السعي لاستعادة الدولة الجنوبية وأن هناك توافقًا وطنيًا جنوبيا كبيرا والأيام القادمة ستظهر نتائج مبشرة ومطمئنة للجميع.

هيئة تحرير "الأيام" رحبت بزيارة فريق الحوار الوطني الجنوبي وثمنت جهوده وخاصة أنه يضم شخصيات ذات تجربة وخبرة تعلمت الكثير من دروس الجنوب الماضية وعثراته التي ألقت به في ما هو حاصل منذ 1990م.

إن الشعب الجنوبي هو صاحب الفضل الكبير في ما وصلنا إليه اليوم من اعتراف بالقضية من خلال نضاله السلمي سابقا ومقاومته وجيشه الجنوبي لاحقاً بعد 2015م، وأن شعبنا الجنوبي قد كان أول من أخذ العبرة من دروس الماضي وصاغها في حركة التصالح والتسامح والحراك السلمي ومن ثم معركة التحرير من الغزوة الثانية للحوفاشيين.

الحوار الوطني الجنوبي هو الفرصة المتاحة لإنقاذ الجنوب وهو سفينة النجاة للجنوبيين وضمانة أكيدة لاستعادة دولتهم شريطة أن يتنازل بعضنا لبعض، ويكفي ما سبق من الصراعات والتخوين، يجب أن نتنازل لبعضنا ونترك الاستقواء على بعضنا البعض بالسياسة أو بالقوة.

والاعتراف بأننا شركاء متساوون في الحقوق والواجبات وصنع المستقبل وتطبيق ذلك في الواقع العملي هو ما ينبغي علينا تحقيقه قولاً وفعلاً وممارسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى