​الله يصيبك يا زمان الانفتاح

>
إن الانفتاح لا يأتي لمجرد أمر أو رغبة، ولكنه سلوك ينشأ ويتجسد من ثقافة وبيئة المكان، وأسلوب العمل، فهناك نمط تفكيري منفتح على الآخرين، وهناك نمط آخر يجيد فن العزلة والاختباء، وبحسب طبيعة تفكير كل فرد، ونظرته إلى العالم من حوله يكون منفتحًا أو منغلقًا أو بين هذا وذاك، وهو أيضًا طريقة عمل تعتمد على أسلوب التفكير، فالإنسان الاجتماعي بطبعه سيحتك بالآخرين ويمارس أعماله بينهم، ولا يبحث عن أشباهه فقط للجلوس أو التعامل معهم.

عالم اليوم قرية صغيرة، إذ ساعدت وسائل الاتصال والتقنية في ربط جميع أرجائه، وما يحدث في أي جزء منه يشاهد ويسمع به في ثوان معدودة أو قبل أن يرتد إليك طرفك أو تقوم من مقامك، فالإنترنت، والهواتف النقالة والقنوات الفضائية والإذاعات فتحت كل الآفاق، وأضحى من المستحيل أن ينعزل أي جزء عن هذا العالم المفتوح.

 نسبة التفاؤل المتوقعة لنجاح جهود الآباء في تربية الأبناء في ظل هبوب رياح الشرق والغرب ومحاولاتها المستمرة في اقتلاع الثوابت، وتبديل القيم، وإحلال ثقافة مستوردة لا صلة لنا بها، ولاشي مشترك يجمع بيننا، فإن التربية تعد أمرا معقدا لا يستطيع القيام به كل أحد.

إن زماننا هذا زمن الانفتاح والمتغيرات، ومع كثرة التقنيات والفضائيات وكثرة الثقافات والشبهات أصبح الشباب يعيشون اليوم في مفترق طرق وتحت تأثير هذه المتغيرات، ولاشك أنها تسبب لهم كثيرًا من المشكلات التربوية والأخلاقية.

لقد أحدثت الفضائيات والشبكة العنكبوتية "الإنترنت" تغيرًا مهمًا في المجتمعات بما قدمته من وسائل للاتصالات، جعلت العالم ينساب بعضه على بعض، فلا حدود ولا قيود تقف في وجه انتقال المعلومات، والتربية بحكم عملها وطبيعتها أكثر جوانب المجتمع عرضة للتغير، وبناء على ذلك فالمتغيرات الحادة التي ينطوي عليها عصر المعلومات وعصر الانفتاح، ستحدث تغيرًا كبيرًا في منظومة التربية، مناهجها وأساليبها وأثرها، ولذا أصبح من المهم مراجعة منظومة التربية لتتوافق مع الأثر الذي ستؤديه في زمن الانفتاح.

نصيحتي لشرائح المجتمع هناك عدة طرق ووسائل التربية عند الحديث عن طرق ووسائل التربية لا بد لنا من وقفة من حيث مناسبة الطرق والوسائل للمتربي، فكل مرحلة من مراحل العمر لها ما يناسبها من وسائل التربية، فتربية الطفولة غير تربية المراهقة، وتلك تختلف عن تربية الشباب التي هي انطلاق لمرحلة الرجولة التي يكون من بعدها مرحلة الشيخوخة، ومن ثم يمكننا قياس أثر الانفتاح على كل شريحة عمرية وَفق طبيعتها وخصائصها، وطرق ووسائل التربية متنوعة، فمنها ما يناسب الفرد بصفة مباشرة ومنها ما يناسب المجتمع بشكل عام.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى