بعد خطوة الكويت والإمارات.. هل تعين السعودية سفيرا لها لدى طهران

> أبوظبي "الأيام" العرب

> ​تقول أوساط سياسية خليجية إن عودة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والكويت من جهة وإيران من جهة ثانية كانت متوقعة، حيث أن سحب الدولتين الخليجيتين لسفيريهما من طهران في العام 2016 كان من باب التضامن مع المملكة العربية السعودية، لكن يبقى التطور الأهم هو ما ستسفر عنه جولات التفاوض السعودية – الإيرانية لاسيما مع التعقيدات التي تحيط بالعلاقات بين الجانبين.

وتلفت الأوساط إلى أن الحوار الذي أطلق العام الماضي بين السعودية وإيران، والذي بلغ حتى الآن خمس جولات تفاوضية برعاية عراقية، ساهم بشكل كبير في رفع الحرج عن الإمارات والكويت لاستعادة نسق العلاقات الدبلوماسية مع إيران إلى ما كانت عليه قبل نحو ست سنوات.

وأعلنت الإمارات الأحد أنها ستعيد خلال أيام سفيرها إلى إيران. وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان على “عودة سيف محمد الزعابي سفير دولة الإمارات إلى عاصمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية طهران خلال الأيام القادمة”.

وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات، في تغريدة على حسابه على تويتر الاثنين “قرار القيادة الرشيدة بعودة سفير الدولة إلى طهران يأتي ضمن توجه دولة الإمارات الإقليمي نحو ترميم الجسور وتعزيز العلاقات وتعظيم المشترك والبناء عليه لخلق مناخ من الثقة والتفاهم والتعاون”.

وأضاف المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات “قناعتنا راسخة بضرورة العمل والتنسيق العربي والإقليمي من أجل منطقة مستقرة ومستقبل مزدهر”.

وكان قرقاش تحدث الشهر الماضي عن أن بلاده تدرس إعادة سفيرها إلى إيران، داعيا إلى التعاون الاقتصادي الإقليمي كوسيلة لتخفيف التوترات السياسية.

وأوضح قرقاش حينها لصحافيين “لا يمكن أن يكون العقد المقبل على غرار العقد الماضي. في العقد الجديد، كلمة خفض التصعيد يجب أن تكون هي المفتاح”، مضيفا أن الإمارات “ليست طرفا في أي محور في المنطقة ضد إيران”.

ويرى مرقبون أن عودة العلاقات بين الكويت وأبوظبي من جهة وطهران من جهة ثانية لن تؤثر على العلاقة مع الرياض التي تجري هي بدورها مفاوضات مع طهران لتطبيع العلاقات، وإن كان الوصول إلى هذا الهدف ليس بالهين، وأنه من غير المرجح رؤية سفير سعودي في طهران في القريب.

ويشير المراقبون إلى أن الخلافات بين إيران والسعودية عميقة جدا، وهي تتعلق بصراع على الزعامة في المنطقة، فضلا عن أن هناك فجوة كبيرة من انعدام الثقة بين الجانبين، كما أن طهران لم تقم حتى الآن بخطوات حقيقية لتخفيف هواجس المملكة، وهو ما يتضح بشكل كبير في وقوفها خلف تعنت المتمردين الحوثيين ورفضهم حتى الآن للتسوية في اليمن.

وينحصر التفاوض بين طهران والرياض في المستوى الأمني، وسبق وأن صرح مسؤولون عراقيون بأن هناك تمشيا لرفع الحوار إلى المستوى السياسي لكن لا يبدو أن ذلك سيحدث قريبا في ظل التردد السعودي، والذي يقول المراقبون إن له ما يبرره، ذلك أن طهران تريد الذهاب مباشرة باتجاه تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع الرياض، دون أن تقدم أي تنازلات أو تطمينات محسوسة للجانب السعودي بشأن سياساتها في المنطقة.

ويقول المراقبون إن ما تركز عليه طهران حاليا هو عودة السفير السعودي، للتسويق لإنجاز دبلوماسي في الداخل والخارج، وهذا يجعل من الرياض غير متحمسة لهكذا خطوة ما لم تلمس تغيرا فعليا على مستوى السياسة الإيرانية.

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني الاثنين المحادثات مع الرياض بـ”الجيدة”، لافتا إلى أن البلدين “اتخذا خطوات مهمة وهناك إرادة سياسية لإعادة العلاقات”.

ونوه كنعاني إلى أن التعاون بين طهران والرياض يصب في صالح تثبيت الاستقرار في الشرق الأوسط.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى