هشام باشراحيل.. "صحوة" شعب و"ميلاد" ثورة

> تغطية/ عبدالقادر باراس

> نظّمت الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكُتّاب الجنوب بالعاصمة عدن، مساء أمس الأول (الثلاثاء)، ندوة ثقافية حول حياة فقيد الكلمة الحرة والصحافة الجنوبية هشام محمد علي باشراحيل، تحت عنوان ""صحوة" شعب و"ميلاد" ثورة" والتي نظمتها الأمانة بحضور عدد من الكُتاب والصحفيين الجنوبيين، وافتتحت الندوة بكلمة ترحيبية أدارها الشاعر شوقي شفيق، وشارك في الندوة عدد من المتحدثين تطرقوا فيها  عن حياة ونضالات الفقيد وتضحياته وإرثه.

​خلال الندوة الثقافية في اتحاد أدباء وكُتاب الجنوب عن الفقيد هشام باشراحيل
​خلال الندوة الثقافية في اتحاد أدباء وكُتاب الجنوب عن الفقيد هشام باشراحيل

قاسم عسكر: باشراحيل قدم تضحيات من اجل نصرة قضية الجنوب

في البدء تحدث السفير قاسم عسكر جبران، عن أسرة باشراحيل أدوارها التاريخية وتسخير حياتهم لخدمة الوطن والناس، مستعرضا نشأة الفقيد وانعكاس أسرته الأصيلة التي كانت منارة للعلم والمعرفة وشكلت منصة وطنية عظيمة واسما في سماء المنطقة من خلال صحيفة "الأيام" التي كانت في كل المراحل المختلفة منها العصيبة والصعبة ومنها لحظة الابتهاج والفرح والتألق والنصر.

وأضاف: "كانت لصلابة هذه الأسرة وقوة إيمانها وإرادتها وعزيمة هشام باشراحيل وأخيه تمام، كان الأساس لانتصار الهوية والأفكار التي خططا لها واتبعتها هاتان الهامتان على اعتبار أن مصير حياتهما يتوقف على الصمود والاعتماد على الذات وعلى النهج الذي رسمه والديهما لهذه الأسرة، ومن المهم أن نشير هنا إلى أنه قد حان الوقت لإنصاف هذه الأسرة وصحيفة "الأيام" معنويا وماديا وجبر الضرر مما عانته هذه الأسرة والصحيفة من المحن التي أدت إلى تشريدها خارج الوطن وضياع ممتلكاتها وتفريق أهلها، وعلى الرغم من كل ذلك كانت هذه الأسرة والصحيفة مع الوعد والموعد مع الجنوب وشعب الجنوب في كل المراحل التي عاشها سلبا وإيجابا لأن هذه الاسرة دومًا إلى جانب هذا الشعب بالسرّاء والضرّاء وضلت شامخة ومنتصبة في كل الظروف والأحوال والأهوال التي عصفت وما زالت بهذا الشعب الأبي تقف في صفه".

كلمة السفير قاسم عسكر جبران في الندوة
كلمة السفير قاسم عسكر جبران في الندوة

وتابع: "لا يمكن فصل هشام محمد علي باشراحيل عن أسرة باشراحيل وصحيفة "الأيام" فكلاهما لا يتجزأ، فهما مرتبطان ببعضهم البعض من خلال الشكل والمنظر العام لهذه الشخصية الوطنية والأسرة والصحيفة مما يجعل المرء يجزم أنهم خُلِقوا ليكملوا بعض، وخاصة عندما يتتبع السيرة العامة للشهيد الفقيد هشام باشراحيل وهذه الأسرة والصحيفة حيث تجلّى بوضوح التصاقهم بحب وعناق لا مثيل له أبدا، فعندما تحصل هزات عنيفة لأي كان ترغمه لتغير النهج الذي كان يمشي عليه ونفس الطريق الذي سار عليها والمنوال الذي اعتاد عليه لتجب المخاطر في هذا العمل الذي جلب العديد من المتاعب وعلى عكس ذلك استمرت هذه الأسرة والصحيفة بقيادة الشهيد هشام باشراحيل على نفس النهج والطريق الذي رسم لها ولم تحيد عنهما قيد أنملة".

وعن ذكرياته مع الراحل والمراحل والظروف التي يتذكرها السفير عسكر قال: "أول ما تعرفت عليه وأخيه تمام عندما قمت مع الفقيد علي محمد السعدي بزيارة تضامنية لهما عندما تعرض لحادث مفجع في صنعاء حيث حاصرت أجهزة الأمن لنظام علي عبدالله صالح منزلهما وتم الاعتداء على المنزل والأسرة والصحيفة بالسلاح وإطلاق النار وحتى عند عودته إلى عدن تحول منزل هشام وتمام باشراحيل إلى منتدى للجنوبيين وحتى أن بعض القيادات الأولى للحراك الجنوبي تمرست في هذا المنتدى وكان هذا المنزل ملجأ وحماية لهم لإيصال رسائلهم إلى الخارج والداخل على حد سواء، كما كان مقرا للاجتماعات لمناقشة قضية شعب الجنوب واللقاءات مع الصحفيين الأجانب والزوار والمسؤولين.

لقد كان هشام القائد والإنسان في كل المراحل والظروف والأحوال يمثل العزة والكرامة والشهامة والشموخ حيث كان يتمتع بهامة وطنية تعتمد على الاستقلالية والاعتماد على النفس مهما كانت الصعوبات والاحتياجات، عرضت عليه بعض الأموال عندما كانت أوضاع الصحيفة صعبة للغاية لكنه أبى أن يأخذ شئيا على الإطلاق رغم أن الأموال كانت دون شروط أو مقابل لاستخدام الصحيفة، رفض ذلك رغم علمه أن هذا المبلغ لا يؤثر على سيرته وعلى سير نهج الصحيفة وعنوانها وخطابها الإعلامي مثال على ذلك كان الرئيس علي سالم، فقد أراد أن يقدم للصحيفة مبلغا ماليا عندما كانت في وضع صعب وبدون أن يكشف عن هوية هذا المبلغ بل أكد أن ذلك يأتي للوقوف إلى جانب الصحيفة في مثل هذه اللحظة المطلوبة نظير ما تقدمه من خدمه لشعب الجنوب، لكنه أبى رغم العوز الذي كانت الصحيفة تحتاجه في مثل هذه الظروف التي تعيشها الصحيفة، فكبر مقام هذه الهامة الوطنية عندي وعند الرئيس علي سالم البيض، عندما علمنا أن هذه الشخصية تريد أن تقدم لشعب الجنوب ما هو واجب عليه وما يمليه عليه ضميره.


لم يسلم الشهيد هشام باشراحيل وأسرته الكريمة وأسرة "الأيام" ككل من التهديد والوعيد من عدة اطراف، خاصة المعادين لقضية شعب الجنوب وبعض المرتزقة والعملاء من أجهزة المخابرات والجيش التابع لنظام الاحتلال اليمني، ولم يقتصر دوره على حمل قضية شعب الجنوب سياسيا وإعلاميا فقط، بل قدم الدعم المادي لكثير من الفعاليات والنشاطات وكان وسيطا فعالا لتوحيد الصف القيادي للحراك ولقيادات الجنوب بصورة عامة حيث كان يجتمع ويلتقي هذه الأطراف أو تلك، وواجه الكثير من الصعاب بل وحل الكثير من المشاكل التي كانت تعترض سير عمله ونشاطه وكان على تواصل دائم مع قيادات الجنوب في الداخل والخارج لتقريب وجهات النظر لحشد كل الطاقات والإمكانيات للوصول إلى النصر المؤزر لقضية شعب الجنوب،  لقد حمل الشهيد هشام باشراحيل وأخوه تمام باشراحيل قضية شعب الجنوب ورفعها عاليا إلى الفضاء العالي وعلى سطح المحيط الإقليمي والدولي وكانا نبراسا لهذه القضية، حملا مشعلها لنصرة هذه القضية، وكان الشهيد على هذا المنوال حتى يوم وفاته، حيث تحول يوم تشييعه إلى مثواه الأخير إلى مظاهرة صاخبة وإلى مواجهة عنيفة مع أجهزة نظام الاحتلال اليمني القمعي، ذكراه ستظل خالدة إلى الأبد نظير التضحيات المقدمة لانتصار شعب الجنوب وقضيته العادلة والمشروعة".

د.هشام السقاف: شهيد الحراك الأول  ومن وحد الجنوبيين
 وبدوره أكد د.هشام محسن السقاف، أن أسرة باشراحيل و"الأيام" قد لعبت دورا كبيرا خلال مسيرتها  قائلا: "الحديث بأوراق محددة لن نستطيع أن نوفي بحق الفقيد هشام باشراحيل، ولكننا نستطيع أن نتكلم عنه بحسب معرفتنا به، فقضية هشام لم تكن قضية صحفي ومؤسس لصحافة أهلية رائدة في بلادنا فحسب، بل قضية رجل خلق للسياسة من أجل مستقبل الجنوب وعدن وأهل عدن والجنوب منذ الوهلة الأولى من صدور "الأيام" في إصدارها الثاني، فأنا أشبه هشام وتمام باشراحيل، ومن قبلهما محمد علي باشراحيل، بـ (مصطفى وعلي أمين) وعلى رأسهم السيدة روزة التي أسست روز اليوسف، لكن حقا في بيت باشراحيل تجربة رائدة لأننا في استمرارية ونحن الآن في الجيل الثالث، كان محمد علي باشراحيل جيله الأول في الخمسينات، وكانت صحيفة "الأيام" قد اكتسحت شارع الصحافة العدنية بجدارة على الرغم من وجود صحف وشخصيات صحفية جبارة في تلك الفترة وهذا الكلام قد سمعته من الفنان الراحل محمد مرشد ناجي، بأن "الأيام"  هي الرائدة في الستينات، وهي التي استحوذت على الساحة الصحفية مثلما أصبحت في الفترات التي تلت منذ إصدارها الثاني في عام 1990م، وهذا يجعلنا نتسأل عن وجود شيء في هذه الأسرة ويجب أن تُدرَّس فمؤسسها محمد علي باشراحيل رجل سياسي ولكنه فهم من أين تؤكل الكتف،  لاعتماده أسلوب الخبر كيف يستقبله ويتأكد من مصداقيته ويعيد إرساله إلى القارئ ، فـ "الأيام" صحيفة خبرية ولذلك نجحت نجاحا كبيرا، وكانت أقرب للتيار القومي ولكن أُجحف في حقها ولم يشفع لها وأوقفت مثلما أوقفت كل الصحف العدنية في تلك الحقبة وانقطعت لمدة 23 عاما. لقد عاش الأستاذ هشام باشراحيل في مناخ هدير المطبعة ورائحة الحبر فهو مهندسا للمطابع درس في لندن، في تلك الفترة كان شابا قويا وظل قويا حتى قبل وفاته ولديه حب المغامرة ويحب قيادة الدراجات النارية عالية السرعة لذلك فهو صمد أمام عنجهية علي عبدالله صالح".

كلمة الأكاديمي والكاتب السياسي د.هشام السقاف خلال الندوة
كلمة الأكاديمي والكاتب السياسي د.هشام السقاف خلال الندوة

وتابع: "تعرفت عليه شخصيا في العام 1997م لكن كنت على تواصل مع "الأيام" والشي التي استغربت له هو أن "الأيام" صدرت بعد حرب 1994م بعد انتصار الجماعة بنصر زائف وكاذب فظل هشام متحديا فأصدر حينها سلسلات لمقالات للمفكر د. أبوبكر السقاف مثل (فتح عدن والجنوب والاحتلال الداخلي) حينها كنت بموسكو وزعنا تلك المقالات على الجميع، وفي تلك الفترة التي تلت حرب 94 نشرت "الأيام" مقالات نارية بأسلوب فكري للكاتب أبوبكر السقاف كان من صنف هشام باشراحيل لديه القوة في الكتابة رغم تعرضه للاعتداء في محاولة اسكاته، وبعد عودتي من موسكو تعرفت عليه شخصيا ووجدته عنفوانا يشتعل، كان لايتهاون في قضايا الجنوب ، القضايا اليومية للإنسان العدني والجنوبي كان يقف إلى جانبهم يواجه بها المسؤولين في حل قضاياهم، فهو من وحد كل الجنوبيين أثناء الهجوم على منزله في صنعاء وحضروا في الدفاع عنه وعن منزله عندما كان معرضا للخطر فالمسألة كانت مسألة كرامة.

حتى عاد إلى عدن لأنه هو القلعة وظل وفيا لأهلها وفي حماية معالمها واثارها، وما حدث لمنزله في عدن من قصف وبداخلها اكثر من 21 نفسا من أطفال وأسر لم يخرجوا منها، ولكن عندما اعتقلوه كان كالأسد في سجنه فتحول إلى سجّان والسجّان أصبح أسيرا عنده، فقد كان النظام يخشى أن يكون رفيق الحريري الثاني، إلى أن خرج من السجن مرفوع الرأس، هذا الرجل العظيم نستطيع أن نقول عليه الحراكي رقم واحد فهو شهيد الحراك الأول، وهو حي بيننا، وسيظل كذلك، ربما هو الانسان الوحيد التي ترك لنا معالم في النفس والروح وفي القلب أكثر من غيره، وكنا بحاجة إلى مثل هذا الشخص، كان معنا وصنع المستحيل، وقد رأى مصرع الطغاة قبل وفاته وقد كتبت عنه مقالا قبل وفاته كنت استشعر بوضعه الصحي الحرج جدا.

كما تحدث نجل الفقيد، باشراحيل هشام باشراحيل، عن إرث والده الذي ظل يؤمن به طيلة مسيرة حياته قائلا: "بالطبع لم أبلغ بأني ساتحدث، لكن أحب ان أقول كلمة مختصر عن الإرث التي تركه والدي هشام باشراحيل رحمه الله، والذي على الدوام كان يقول لنا انظروا للأمام وانسوا الماضي، وخططوا دائما للمستقبل، إرث هشام باشراحيل كانت دائما في نظرته المتساوية لكل أبناء الجنوب، ولم يكن يفرق بين شخص وأخر لا على انتمائه القبلي أو المناطقي ولا العرقي ولا حتى المذهبي، كان دائما ينظر إلى الناس جميعهم على أنهم جنوبيين هذا جنوبي وانتهى الأمر".

كلمة نجل الفقيد باشراحيل هشام بارشراحيل خلال الندوة
كلمة نجل الفقيد باشراحيل هشام بارشراحيل خلال الندوة

مضيفا :"الكتّاب والأدباء هم دائما ضمير الأمة، هم من يستطيعوا غرس مفاهيم وقيم ومثل الأمة، ولهذا أرجو من الكتّاب والأدباء ومن كل الحاضرين أن يخلدوا هشام باشراحيل عبر إرثه بالمساواة بين المواطنين، ويجب علينا النظر لجميع المواطنين بعين المساواة ، وكل ما نشهده اليوم من مشاكل وفرقة في الجنوب سببها التغذية المستمرة والشحن المستمر للتفرقة المناطقية والعنصرية بين الجنوبيين، وهذا ما يجب علينا اليوم جميعا محاربته بكل قوتنا ككتاب وأدباء وصحفيين ومواطنين، ولن يبنى هذا البلد بلإبقاء على مثل تلك المفاهيم بمافيها التخوين، هذا لم يكن موجود في حياته او ادارته للصحيفة، كان مؤمنا باختلاف وجهات النظر وأن جميع الآراء يجب أن تحترم مهما كانت مختلفة عن أفكارنه وتوجهاته... ويجب أخذ الاعتبار بمختلف التوجهات والأفكار واحتواها إذا كنا بالفعل نسعى لإقامة وطن تعددي متسع للجميع، ويجب أن نغير من مفاهيمنا من الداخل لإشاعة روح التسامح بين الجنوبيين أنفسهم ولا نبقيه مجرد شعار خاوٍ يجب أن نؤمن بمبدأ التسامح والمساواة لجميع المواطنين على امتداد الجنوب، فالجنوب يسعنا جميعا، هذه رسالتي الوحيدة التي أحببت أن أقولها وأود أن تذكروها تخليدا لإرث هشام باشراحيل".


السقلدي: «الأيام» مثّلت وزارة إعلام في صحيفة

من جهته شكر الكاتب صلاح السقلدي، اتحاد الأدباء والكتاب الجنوبيين بوقفتها مع أحد أبطال الجنوب المخلصين الذين وهب حياته من أجل قضية شعبه بقوله: "أشكركم على وقفتكم وهي أقل ما نقدمه للراحل الذي مثّل هو وصحيفته "الأيام"، هذا الكلام حقيقة قلته أكثر من مرة فـ "الأيام" مثلت وزارة إعلام في صحيفة أو صحيفة في وزارة، في لحظة كنا في أمس الحاجة لذلك، هذا الصوت وهذه النافذة التي أعطت لنا في وقت توارثت الأصوات والصحف والمنابر والأحزاب وكثير من الكيانات، مهما قلنا ومهما كتبنا عنه سنظل مقصرين في حقه، وعرفانا لهذه الصحيفة ستظل في أعماق وجداننا ما احيينا بكل تأكيد، هناك جوانب كثيرة عن الجهاد والكفاح والنضال في الساحة السياسية وهي أن صحيفة "الأيام" كانت الرقيب وحارس إرث عدن والجنوب كانت تشير بأصابعها عن عبث تراث عدن وفي معالمها ومساجدها وقلاعها وشواطئها وفي كل ما كانت تتعرض له من بطش ومن عبث في تلك المراحل".

كلمة الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي في الندوة
كلمة الكاتب والمحلل السياسي صلاح السقلدي في الندوة

مضيفا: "لقد شكلت "الأيام" والراحل وعي حقوقي لذا كثير من عامة الشعب في وقت كانت الحقوق تُسلب والكرامات تصادر على كثير من الناس ليس فقط في عدن والجنوب وانما حتى في صنعاء، كانت "الأيام" الصحيفة جعلها ان تكون مؤسسة ثقافية وحقوقية في الوقت التي كان الطرف الاخر لديه امبراطورية كثير من الصحف والمواقع وحتى صحف عربية وشراءهم كتاب عرب ولكن تلك الإمبراطورية بقيت رخوة وهشة أمام صحيفة "الأيام" ليست فقط تتبنى مظالم الناس وحقوقهم وكانت تسير على لسان حالها بل لأنها كانت اكثر مهنية واخلاقية.

نتذكر كيف كان علي عبدالله صالح في عام 2007م عندما كان يحاول ان يسترضي المتظاهرين من المسرحين العسكريين كان يقول اتخذنا كثير من القرارات والإجراءات وستنشرها صحيفة "الأيام" لأنه كان يدرك أن جميع وسائله الإعلامية لا أحد يتابعها ولا تقرأ صحفه، كما أن الأمر الآخر التي أتمنى ان لا ننسى في هذا الوقت نجد تراجع للصحف الورقية، وأنا أرى للأسف بأن كثير من المؤسسات كان لها السبب في ذلك، للأسف تجاهلوها تماما باعتقادهم بأن فضاء المواقع الالكترونية قد يحل كل الصحافة، لكن الجميل يجب تبقى في وجداننا، ومن شيمنا ألا نتجاهلها أو ندير ظهرنا، كنا نتمنى أن تتحول صحيفة "الأيام" إلى قناة فضائية في الوقت برزت كثير من الصحف من العدم وهي لا تسوى شيئا أمام هذه القامة والهامة الكبيرة "الأيام"، أتذكر ما كان يقوله لي الراحل هشام باشراحيل حتى في وقت القمع التي واجهتها صحيفته يقول لي اكتب ما شئت".

كما تحدث في الندوة عميد الأسرى الجنوبيين أحمد المرقشي، عن مواقف الفقيد الشجاعة قائلا: "أتحدث عن هشام فهو الإنسان الذي عرفته في حياتي وغير من مجراها، كان لي أبا وأخا وصديقا ومدرسة، تعلمت منه الحكمة والصبر، سهل الله وسخره لي، ولم تكن معرفتي به  في أحداث منزله في صنعاء كما يعتقد الكثيرون، بل عرفته منذ عام 1995م عندما تم الاعتداء على منزلي في العريش من قبل طقم تابع للأمن المركزي وكانت أول مواجهة مع سلطات الاحتلال في حينها "الأيام" نشرت الخبر بعنوان (أفراد من الأمن المركزي تشتبك مع مواطن في العريش) كان هذا الخبر أول ضربة يتلقاها النظام".

كلمة أحمد المرقشي في الندوة
كلمة أحمد المرقشي في الندوة

مشيرا إلى أن معرفته به جاءت نتيجة الظلم التي جمعته سويا آبان نظام صالح وما يتميز به من مواقف شجاعة، وأضاف المرقشي:"لن أنسى مواقفه الشجاعة معي، فهو من ساندني، فعاهدت نفسي على أن أفديه بحياتي، استمرت علاقتي معه قوية، كانت له مواقف مع مؤسستنا التي أعمل فيها (مؤسسة النقل البري) وما تملكه من أصول كثيرة كانت بعد حرب 94م مهددة بالنهب والاستيلاء عليها كنت حينها مسؤولا لنقاباتها، لجأت إليه ووقف إلى جانب عمال المؤسسة، وجعل من صحيفته سندا لنا ولعمال النقل البري".

وختم المرقشي كلمته: "ليس لدّي ما اكتبه حتى أستطيع أن أعدد مواقفه كنت أشعر بمحبته الأبوية لي، وذاكرتي معه مليئة بالمواقف الشجاعة وذات مرة حملني بيان مصاغ لأخذه إلى المتظاهرين في ساحة الحبيلين إبان انطلاق الحراك الجنوبي السلمي لكي تتم قراءته وفعلا تمت القراءة والنشر في "الأيام"، كما أتذكر فعالية المتظاهرين في عدن  7 يوليو 2007م وما حدثني عن تلك الفعالية وإصراره على تغطية أحداثها وتحديه للنظام وتلقيه تهديدات وألفاظ  سوقية من رأس النظام علي عبدالله صالح وما حدث في نفس اليوم بمحاصرة الساحة لمنع المتظاهرين وترديد اتهامات على "الأيام" من سيارة تابعة للأمن بعبارة "الأيام عميلة لبريطانية لكنه أصر على نشر الخبر، لا أستطيع أن أعدد مواقفه".

ومن جهته قال د. محمد فريد، خلال الندوة أنه من الصعب إيفاء كلمات والحديث عن إنسان هام وكبير وأب ثائر من الثائرين ولا يكفيه أن نكتب عنه بمجرد قلم،ولكن لاختصر كلامنا  حقيقة "الأيام" هي كانت حضننا الدافئ، وعن هشام إذا تحدثنا عن الحراك فهو هشام باشراحيل، فالحراك الجنوبي هو هشام باشراحيل وصحيفة "الأيام" وكذا منتدى الأيام، لهذا لي طلب واحد أوجهه إلى القائمين على إدارة هذه الندوة على أن تخرجوا بتوصية في أن نعمل في كل ساحة عامة وكل حدائق عامة وفي مداخل المدن نصب تذكاري، هذا رمز بسيط نستطيع أن نعطي حقه للأجيال".


 قاسم داود: خسر الجنوب برحيله و «الأيام» روح الثورة الجنوبية

وفي المقابل عبر  قاسم داود، عن خسارة الجنوب برحيله واعتبر "الأيام" بأنها الروح والثورة الجنوبية بما مثلته ظاهرة ثقافية وسياسية سعت إلى جمع كل الاطياف الجنوبية وهي تعني الملتقى والروح لكل الجنوبيين.
قاسم داود
قاسم داود


كما علينا ألا ننسى مواقف لشخصيات لعبت دورا في منتدى "الأيام" بالقول: "علينا أن نحيي أدوارهم أمثال نجيب اليابلي، وبدر باسنيد، والمحامي محمد محمود ناصر، هشام الذي كان محركا للحراك الجنوبي أشبه به بدوجين محرك ومنظر روسيا مع بوتين، الراحل هشام كمان منطلق للحراك والقلب النابض، ونجده حتى في المصالحات وفي التحكيم وحل القضايا فيما بين الجنوبيين، وهو راعي الرياضة وهو من أعاد وهج ذكرى عيد الاستقلال بعد إهماله من قبل نظام صنعاء، أعاد رمزية 30 نوفمبر بتبنيه بطولة كروية سنوية أطلق عليها ذكرى كأس الاستقلال (الـ 30 من نوفمبر)، كما كان إسهامات إنسانية".

وفي نهاية الندوة ألقيت كلمات مقتضبة من الحاضرين كانت في مجملهما تحوي عن نضالات الفقيد وتضحياته ومساهماته، وطالبوا بتخليد ذكراه عرفانا لما تركه من معالم ومآثر نضالية، كما ألقى أحمد المرقشي، قصيدة قديمة، اُرسلت في عام 1960م إلى ناشر "الأيام" محمد علي باشراحيل، من الشيخ ناجي المصعبي رحمه الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى