​المصالحة الجنوبية

>
وفق معطيات سنوات مضت لا يمكن المضي باتجاه استعادة الدولة الجنوبية دون ترتيب وضعنا الداخلي وفتح أبواب التوافقات التي تشكل قوة رافد تذكي جهود نضالات وتضحيات كل أبناء الجنوب وتتجاوز ما وضعت من عراقيل في مسارات شعبنا.

نعم حقق التصالح والتسامح نقلة إلا أنها جهود بحاجة للتكامل وبما ينزع المخاوف لدى البعض التي مردَّها الماضي بكل آثاره المؤسفة وما شكل من خلخلة للنسيج الاجتماعي شكل منفذا لدى من لا يكلون عن خلق عراقيل وعقبات تجاه نضالات شعبنا، بمعنى أدق لا بد من أن تأخذ شكل التوافقات الجنوبية مساحة أوسع حتى تأتي أكلها، وهذا ما أظهرته جملة مساعٍ على هذا الصعيد في الفترة الأخيرة، بل بينت بشكل قاطع قدرة أبناء شعبنا في خلق تحولات نوعية فيها قدر من التصافي والتسامح من منظور وحدوا وجوه المعاناة التي يعيش تحت سطوتها شعبنا بل شرائحه وقواه السياسية في حين أظهرت كل المشاريع الأحادية أن لا يمكن البناء عليها مهما كانت في ظاهرها تحقق نجاحات نسبية ووقتيه على صعيد أي محافظة جنوبية تلك القناعات ينبغي لها أن تأخذ بمبدأ الحق الجنوبي، وبعد ذلك هناك ضمانات توفرها الدولة القادمة ذات الاتجاه الفيدرالي الداخلي ناهيك عن إمكانية وضع ميثاق شرف يمنع تكرار الماضي بكل صوره، فلا شيء مستحيل إذا ما أخلصنا النيات باتجاه طي صفحات الماضي، ولا يمكن أن تكون المناطقية أو الجهوية هي ما تميز الدولة القادمة من منظور المحاذير التي نأمل ألا يكون هاجسها طاغيًا على ما سواه، بالمجمل تجربتنا مريرة ونضالات شعبنا شاقة، ومن المنطقي أن تكون لنا عبره من ذلك، وهنا نأمل أن تشكل إسهامات العقلاء سبيلا وجسرا نحو تصالحات تحقق غايتها وتفتح صفحة أمل مشرقة.

أسلفنا هناك خطوات نوعية تحققت ينبغي استمراراها بنفس الاتجاه وتدعيمها من كل القوى، فهي سبيل الجميع للخلاص من آثار الماضي بكل آلامه، وحظ العقلاء كثيرا على ذلك خلال السنوات الماضية.

الجنوب اليوم أمام منعطفات حادة لا يمكن المضي معها إلا باتجاه وحدة الصف، ولا يمكن الأخذ بخيارات إلا إذا كانت تصب في مصلحتها باستعادة الدولة، ودون ذلك ستظل مشاريع خيالية لا جدوى منها.

إن تجربتنا كافية بكل ما لازمتها من مآسٍ قاسية يمكن قراءتها من وضع معيشي غاية في السوء وموارد تنهب ومشاريع تمزيق يتم العمل عليها.

كل ذلك كي لا يحقق الجنوب تحولا نوعيا في مسار نضالاته، فهل حان الوقت لنضع من على كواهلنا أثقال الماضي ونبدأ فتح صفحة أمل جنوبية تومن مستقبل الأجيال ولا مستحيل وفق معطيات عدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى