​احتكاك عسكري في البحر الأحمر وانسداد في أفق إحياء الاتفاق النووي

> واشنطن/طهران«الأيام» العرب:

> قدمّت إيران والولايات المتحدة، أمس الأول، روايتين حول حادث احتكاك بحري في البحر الأحمر، في أحدث شد وجذب بين الطرفين يأتي بينما يخوض البلدان الخصمان مفاوضات لإحياء الاتفاق النووي للعام 2015 وهي الجهود العالقة في ردّ من كليهما لا يبدو أنه سيفضي قريبا لغلق هذا الملف قبل انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونغرس الأميركي وهي بدورها معركة ستحدد مسارا سياسيا شديد التعقيد في أميركا المنقسمة بشأن إنقاذ الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب عام 2018.

وقال مسؤول دفاعي أميركي، إن الولايات المتحدة أرغمت إيران، للمرة الثانية خلال أسبوع، على إطلاق سراح قاربين مسيرين للجيش الأميركي بعد أن حاولت احتجازهما في البحر.

وتعمل إيران على تعزيز وجودها في البحر الأحمر بالقرب من ساحل اليمن، حيث تدعم طهران الحوثيين، وبدأت الجمهورية الإسلامية قبل أكثر من عشر سنوات نشر قطع بحرية بالمنطقة لحماية ناقلات النفط والسفن التجارية الإيرانية من القرصنة.

وتمثل هذه الواقعة، التي جاءت في أعقاب حادث سابق في الخليج، أحدث تذكير بالتوتر العسكري بين الولايات المتحدة وإيران حتى في الوقت الذي يواصل فيه البلدان المحادثات النووية، وجاءت الواقعتان إثر تبادل لإطلاق النار الأسبوع الماضي بين القوات الأميركية وجماعات مدعومة من إيران في سوريا.

وأفاد التلفزيون الرسمي الإيراني في وقت سابق من اليوم الجمعة أن البحرية الإيرانية أطلقت سراح قاربين مسيرين أميركيين في البحر الأحمر، لكنها اتهمت نظيرتها الأميركية بتعريض السلامة البحرية للخطر، بدون تقديم دليل على ذلك.

وقال التلفزيون إن "الفرقاطة (البحرية الإيرانية) جماران احتجزت القاربين لمنع وقوع أي حادث محتمل، بعدما وجهت تحذيرات للأسطول الأميركي"، مضيفا أنه "بعد تأمين الممرات الملاحية الدولية، تم إطلاق سراحهما في منطقة آمنة".

ولم يُعلق الجيش الأميركي رسميا على الواقعة، لكن مسؤولًا دفاعيًا أميركيًا، اشترط عدم الكشف عن هويته، قدم رواية مختلفة عن الواقعة مشيرا إلى أن الإيرانيين حاولوا احتجاز القاربين سرا.

وقال إن سفينة تابعة للبحرية الإيرانية سحبت القاربين الأميركيين المسيرين من المياه تماما ثم غطتهما بالقماش المشمع، مضيفا أن إيران نفت في البداية احتجازها أي ممتلكات أميركية قبل إعادة القاربين اليوم الجمعة للسفن الحربية الأميركية التي كانت موجودة بالموقع. وأظهرت لقطات قيام أكثر من 12 من عناصر البحرية الإيرانية بإعادة إنزال القاربين للمياه.

وأعلنت البحرية الأميركية الثلاثاء الماضي أنها أحبطت محاولة للقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني للاستيلاء على قارب مسير يشغله الأسطول الخامس الأميركي في الخليج. وقالت إيران إن القارب كان يشكل خطرا على حركة الملاحة.

وتحذر طهران الولايات المتحدة مرارا بشأن أنشطتها العسكرية في الخليج، وتقول إن بحرية الحرس الثوري تعزز دورياتها بهدف تأمين حركة السفن الإيرانية ومكافحة تهريب الوقود، غير أن الجيش الأميركي وسع استخدامه للقوارب المسيرة في المنطقة.

ولم يتضح ما إذا كانت إيران قد احتجزت القاربين الأميركيين المسيرين في محاولة لصنع نسخ مماثلة منهما، وتعتمد بعض الطائرات الإيرانية المسيرة على طائرات مسيرة من دول أخرى، وحاولت طهران نسخ طائرة استطلاع أميركية مسيرة استولت عليها في عام 2011.

وفي تطور على علاقة بحالة الشد والجذب التي لا تهدأ، قال البيت الأبيض اليوم الجمعة إنه ينبغي ألا يكون هناك ربط بين معاودة تنفيذ الاتفاق النووي الإيراني، المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة والتحقق مما إذا كانت طهران قد أوفت بالتزاماتها بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيير للصحفيين "ينبغي ألا يكون هناك أي ربط بين معاودة تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة والتحقيقات المتعلقة بالتزامات إيران القانونية بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية"، في إشارة إلى تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آثار اليورانيوم التي عُثر عليها في ثلاثة مواقع إيرانية غير معلنة.

وكان وزير الخارجية الإيراني قال هذا الأسبوع إن وكالة الطاقة الذرية يجب أن تغلق "تحقيقاتها ذات الدوافع السياسية" بشأن أنشطة طهران النووية.

وتشكل هذه التحقيقات التي تقول واشنطن باستمرار إنها مسألة منفصلة، حجر عثرة أمام إحياء اتفاق 2015 المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، والتي حدت إيران بموجبها من برنامجها النووي مقابل تخفيف عقوبات الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عليها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى