​الحوثيون يتخذون من ملف الأسرى ورقة لابتزاز الرياض

> صنعاء «الأيام» العرب:

>
تصطدم جهود المملكة العربية السعودية لإحراز تقدم في ملف تبادل الأسرى في اليمن بتعنت من قبل الحوثيين الذين يحاولون استغلال هذا الملف لتحقيق أكبر قدر من المكاسب.

وكان اتفاق مبدئيا جرى التوصل إليه في مارس الماضي بين الطرفين برعاية أممية، يقضي بإطلاق سراح أكثر من 2200 أسير، من بينهم جنود سعوديين، لكن الحوثيين عمدوا إلى المماطلة، الأمر الذي حال دون تنفيذه.

و أعلن المتحدث باسم التحالف العربي في اليمن العميد تركي المالكي، عن بذل مساع أمام "تعنت جماعة الحوثي، لإطلاق الأسرى". وقال المالكي إن "تعنت الحوثيين في محادثات عمّان الأخيرة أفشل جهود إطلاق جميع أسرى الحرب".

وكانت الحكومة اليمنية أعلنت في التاسع والعشرين من أغسطس الماضي تعليق مفاوضاتها مع الحوثيين في العاصمة الأردنية عمّان، ردا على هجوم في تعز (جنوب غرب).

وأضاف المتحدث باسم التحالف العربي أن "التحالف عرض على الحوثيين زيارة أسراهم ولم يجد منهم الجدية والعزيمة الصادقة".

وكشف أن "تحالف دعم الشرعية يبذل مساعي حثيثة أمام تعنت الحوثيين لإطلاق جميع الأسرى ولمّ شمل العائلات"، دون تفاصيل أكثر عن تلك المساعي.

وفي وقت سابق قال هادي هيج، رئيس مؤسسة الأسرى والمحتجزين في الحكومة اليمنية، في بيان إن"الحوثي يرفض أفراده، وينتقي منهم ويختص فئة وشريحة معينة". وأضاف "نحن مستعدون لتبادل الكل مقابل الكل للخروج من الانتقائية".

ويرى مراقبون أن الحوثيين يحاولون استغلال وجود جنود أسرى سعوديين بين أيديهم للضغط على المملكة بشأن إطلاق المزيد من أسراها.

ويشير المراقبون إلى مسألة أخرى وهي أن الجماعة الموالية لإيران تحاول توظيف هذا الملف لتحقيق مكاسب أخرى في علاقة بالشروط المستجدة التي وضعتها لتمديد الهدنة الإنسانية، وهي رفع الحصار بشكل كلي على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، وتولي الحكومة اليمنية دفع رواتب الموظفين في مناطق سيطرتها.
في المقابل تصر الحكومة اليمنية ومن خلفها السعودية على التعاطي بشكل منفصل مع ملف الأسرى.

وأعلنت جماعة الحوثي الأحد أنها رفضت عرضا لتبادل الأسرى السعوديين لديها، حيث نقلت وكالة "سبأ" اليمنية التابعة لها، عن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون أسرى الجماعة عبدالقادر المرتضى، تأكيده هذا الرفض.

وقال المرتضى "ما تسعى له قوى العدوان (في إشارة إلى التحالف العربي) محاولة لإخراج الأسرى السعوديين وعدد من قيادات المرتزقة، في مقابل مجموعة من أسرانا، وتأجيل بقية الملفات لمرحلة أخرى، في التفاف واضح على الاتفاق (التهدئة)".

وأشار المرتضى إلى توقيع جماعته اتفاقا في مارس مع التحالف العربي والحكومة اليمنية، لتبادل أكثر من 2200 أسير من الطرفين، لكنه زعم أن "تعنت مرتزقة العدوان حال دون تنفيذه".

ولفت إلى أنه "منذ بداية الهدنة الأممية، في أبريل 2022، شهد ملف الأسرى شبه جمود على المستويين المحلي والدولي".

وتعود آخر صفقة لتبادل الأسرى بين الجانبين إلى عام 2020، حيث جرى تبادل نحو 1081 من الأسرى، معظمهم من الحوثيين، وقد تكفلت حينها الأمم المتحدة والصليب الأحمر بنقل أسرى الطرفين بطائرات تابعة للصليب الأحمر، وكانت الوساطة محلية دون تدخل أممي.

وكان من بين المفرج عنهم آنذاك 15 أسيرا سعوديا و4 سودانيين، فيما لم يكشف الحوثيون أو الرياض عن عدد الأسرى المتبقين لديهم.

وخلال مشاورات عقدت في السويد عام 2018 قدم الطرفان كشوفات عن أكثر من 15 ألف أسير ومعتقل ومختطف، دون إحصاء رسمي دقيق لأعداد ما بعد هذا التاريخ.

ويقول نشطاء يمنيون طالما أن المجتمع الدولي لا يمارس أدنى ضغوط على الحوثيين فإنه ليس من المنتظر رؤية أي تنازلات من قبلهم، سواء تعلق الأمر باتفاق الأسرى أو بغيره من الاتفاقات، محذرين من أن المسار الذي تنتهجه الجماعة بات يهدد عمليا بإجهاض ما تحقق على مستوى التهدئة.

استعراضات الحوثيين العسكرية المتواترة هي رسالة تحد للمجتمع الدولي، تفيد بأنهم على استعداد لاستئناف الحرب مجددا في حال لم تتم تلبية مطالبهم.

ونظمت جماعة الحوثي الاثنين استعراضا بطائرات مروحية في سماء العاصمة صنعاء، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في البلاد مطلع عام 2015.

وقال موقع "26 سبتمبر نت التابع لوزارة الدفاع في صنعاء غير المعترف بها دولياً" حلقت في سماء العاصمة صنعاء،صباح أمس الأول الإثنين، أسرابا من المروحيات التي تحمل الأعلام الوطنية (اليمنية)".

وأشار الموقع الحوثي إلى أن "تحليق الطائرات المروحية جاء بعد غياب دام أكثر من ثمانية أعوام نتيجة العدوان على بلادنا"، في إشارة إلى عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية التي بدأت في مارس 2015.

ولفت إلى أن "ظهور المروحيات في سماء العاصمة صنعاء يأتي ضمن الاحتفالات بأعياد الثورة اليمنية التي يتم الاحتفاء بها خلال شهري سبتمبر وأكتوبر".

ومؤخرا نفذ الحوثيون عددا من الاستعراضات العسكرية، من بينها عرضا عسكريا كبيرا في مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن، أثار قلق الأمم المتحدة التي اعتبرته خرقا لاتفاق الهدنة في المحافظة.

ويقول النشطاء إن الاستعراضات العسكرية المتواترة التي يقوم بها الحوثيون هي رسالة تحد للمجتمع الدولي، تفيد بأنهم على استعداد لاستئناف الحرب مجددا في حال لم تتم تلبية مطالبهم التي سبق أن عرضوها من العاصمة الإيرانية طهران.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى