​الحوثي وآخر"أيقونة" وحدوية!!؟

>
أنزلت سلطات الحوثي علم "الوحدة" وجمعته في شاحنة قد يكون أنزله ليقيس ردة الفعل لكنها لم تثِر أي ردة فعل شعبية لانهم لم يلمسوا فروقا جوهرية خلال ستة عقود بين "المملكة والجملكة"  ونخبويا لم تكن ردة الفعل حتى 10 % من ضجيجهم لإنزاله في الجنوب، لكنه أيضا اصدر قائمة بالمناسبات التي يُحتَفل بها وألغى احتفالية 26 سبتمبر وأبقى بطريقة خبيثة الاحتفال بذكرى 14 اكتوبر وذكرى الوحدة، استخفافا بجنوبيين معه يوهمون أنفسهم أنه صاحب مشروع وطني، على قاعدة توأمة سبتمبر واكتوبر، أو بدعوى إعادة إرث الوحدة اليمنية، والدلالة الأهم أنه استقرأ مؤشرات الحل القادم وأن خيار الشمال لا مفر منه.

وأن العلم استنفذ مهمته جنوبا  قتلا وتدميرا بعد أن قاومه الجنوب برايتهم الجنوبية وعمدوها بدم شهدائهم في خيار يؤكد أن الوحدة وعلمها انتهت في الجنوب لأنه علم نقض عهود وقتل واجتياح ولن يستطيع تمرير أي تقية سياسية في الجنوب ، ولأنه لم يبق شمالي في أرض الجنوب قاتل من اجل الوحدة حتى يقال أن الحرب بين الوحدة والانقلاب فانقسم الشعب على حدوده البلدين ، فالجنوبيون قاوموا تحت رايتهم والشماليون إما التحقوا بفيالق الاجتياح الحوثية أو ذهب البعض منهم إلى قُراهم وبعضهم التحق بالمقاومة الشعبية الشمالية وبعضهم ما دخل الحرب إلا بعد بضعة أشهر وبعد أن اشترط مكانته في الشرعية.

في الجنوب علم اجتياح وقتل ومع ذلك تظهر أصوات جنوبية تبحث عن مكان ما لها برفع العلم البائس لذكرى اشد بؤسا علهم يرضون به رموز احتلال أكثر بؤسا منهم فالحوثي وضعه في "مكانه" ولم يعد للاحتفال به مكان شمالا ، وفي الجنوب علم احتلال وقتل ولا يجب ان يكون لاحتفاليته مكان فيه.

ظلت حوثية صنعاء ترفعه "تقية" وهو يتعارض مع إماميتها  وحوثيتها وصفويتها ، فاستيأست من التضليل به وجدوى الحرب به جنوبا فنزعت آخر رمز لمسمى دولة الوحدة.

 إشكالية أغلب الشماليين المعارضين للحوثي مع مفهوم الوطن أنهم لم يقتنعوا بشمالهم التاريخي ويكون الجنوب شقيقا داعما وسندا وملجا لهم بل اتجهوا لإخضاع الجنوب أكثر من اتجاههم للحوثي في الشمال فخسروا الشمال ولن ينالوا الجنوب ، فالحوثي في طريقة لتأسيس دولة الولي الفقيه على غرار ايران والعراق ولبنان - حتى وإن وصفهم غلاة الصفوية بانهم شيعة شوارع - ، والجنوب تاريخيا لم يكن زيديا حين في الزيدية اعتدال نوعا ما في بعض عهودها ولن يكون وطنا بديلا مهما حاولوا، لذا فرفع علمهم في الجنوب والحوثي رماه ولن يفرضوا رفعه.

 ومن سيحاول من الجنوبيين ان يرفعه أو يحتفل بيومه فليخجل أو يذهب إلى صنعاء فمكانه فيها.

 ليست حجة أن ترفعه  إمارة في مديرية من مارب -هذا ان رفعته - ، فاستقلاليتها كاستقلالية الفاتيكان في ايطاليا مقارنة بمساحة الشمال المتحوث فهذا العلم  لا يعنينا في الجنوب قبل ان تنزعه صنعاء ولا بعد ان نزعته وألغت الاحتفال بيومه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى