كلا..الوضع ليس مثاليا

> يقف البعض عند صورة نمطية يرسمها في ذهنه عن الوضع في الجنوب ولايرى أي محاسن تذكر الأمور بالنسبة له هي بمجموعها تذهب بالاتجاه الخاطىء وحين تحدثه عن وجود عناصر وطنية يرفض ذلك بكل قوى النفي يضع الكل في سلة اللصوص والناهبين.

مثل هذه المواقف لاتجد معها أي نقاط التقاء مع الآخر وإن بينت له أن الصورة النمطية التي يريدها لا تتحقق مسبقا بقدر ماهي حصيلة جهود وطنية جبّارة ومع ذالك لايمكن أن نصل معها إلى الصوره المثلى بمعنى هذا هو حال بلداننا وتلك هي لب مشكلاتها المزمنة، التي تشكل تحديا ليس سهلا وحين يكون الحديث عن الوصول إلى هذا الموقع أو ذاك ينبغي أن ندرك أن الأمر ليس مبنيا على تقييمات تشمل الكفائة والنزاهة بالحد المطلوب بقدر ماهي تمحيصات نسبية ربما يتم الأخذ بها ولو أن الامر استغرق زمننا للوصول إلى ماينبغي أن يكون فلن نصل بالحد الأعلى بمعنى أدق.

فكرة الوقوف سلبا من طرق نضالات شعبنا في الجنوب حتى تتحقق الصورة النمطية لدى كل طرف لايمكنها أن تشكل جسرا للنجاح بأي حال، نعم لابد من وضع معايير وثوابت تمنع تكرار الماضي وهي مهمة يشترك فيها الجميع إن أردنا النجاح، فكرة أن نظل ننتقد كل شيء ليست واقعيه فخصوصية الواقع تكتنفها مشاكل كثيرة وهي في محصلتها تجسد واقعنا الذي يصعب البحث له عن مثالية مطلقة فيها يتم التخلص من نمط الممارسات التي لاتحقق العدالة وفق الكثيرين ما يعني أن انتظار تلك الأولويات لايمكنه أن يأتي إلا في صياغ عمل وطني يأخذ بالثوابت العامة وليست المفصليات الصغيرة هنا يمضي الجميع باتجاه الغايات المرجوة.

بمعنى أنه علينا البحث في هذه الأثناء عن جوهر تقاربنا الجنوبي، لا أن نغرق في متاهات لا يمكنها أن تحقق حلم الأجيال فكل مرحلة لها نواقضها وأخطاؤها لاشك ولا توجد النزاهة المطلقة في مسارات كافة الأطياف هناك أشياء ربما تستفزنا ومفاضلات جهويه مناطقية.

إنما كيف يمكننا العمل على تغيير تلك المعادلات عبر المساهمه في تتويج نضالات شعبنا صوب تحقق تطلعاته بعيدا عن التمترس خلف الأحكام المسبقة لقد مضت سنين كثيرة على أحوالنا في ردهة البحث عن فكرة تجسيد رؤيه تكون محط إجماعنا وتلك غاية لايمكنها أن تأتي في ظل تمترساتنا المؤسفة، فعوضا تلك الحلزونية التي ليس لها نهاية، الأجدر بنا أن نأخذ بما هو ممكن ونسعى لتحسين الشروط التي تمنع استمرار الخوض في تجارب فاشلة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى