​يضطربون من الحوار الجنوبي

>
اضطربوا من الحوار الوطني الجنوبي مع أنه لايستثني أحد ، فمنهم من وصفه أنه باب إقامة الحجة وبعضهم حوّل الحوار إلى نكتة استفرغ أقصى ما يستطيع ضد الحوار، وآخرين قالوا: إنه حوار مع بعضكم، وآخرين حولوه إلى حوار بين مغلوب وغالب وأن الطرف الجنوبي المحاور للانتقالي مجرد مجموعة طرشان مغلوب على أمرهم، وكثير من تعليقات سوداء لهم في التواصل.

أن أرضية الحوار وسقفه لم يحددها الانتقالي بل خيار جنوبي حددته الثورة السلمية الجنوبية وعمّدته المقاومة الجنوبية بدماء أبطالها ومازالت تدفع فاتورة الدم في كل الجبهات.
الانتقالي ليس "جروب واتس اب" حتى يفاوض "المهرفتين" بل كيان وطني جنوبي انبثق من معمعة المعاناة والدم، له ثقله الجماهيري والسياسي والوطني والعسكري والاقليمي بل والدولي وسيحاور منظمات وكيانات وهيئات سياسية ومدنية ونخب تقليدية جنوبية استشعارا منه لأهمية الحوار لحاضر الجنوب ومستقبله على قاعدة استعادة الثقة واللحمة الجنوبية وبناء الشراكة للعمل من أجل الحق الوطني الجنوبي، فلا يوجد طرف ضعيف في الحوار من أجل الجنوب بل الكل أقوياء بقضيتهم وعدالتها.

لو أنهم يتكلمون عن مشروع حقيقي لهم فان لجنة الحوار ملزمة بالاستماع إليه والجلوس معه لكنها حملة "زعبقة" لإعادة مكيجة اليمن الاتحادي وبعضهم فارغ تارة يلبس تخيلاته ثوب شبوة وتارة قبائل المشرق وآخر قبائل المغرب ونقلل من القبائل، لكنها تنظيمات مجتمعية وليست سياسية ففي داخلها كل المشاريع ومازلت معظمها تجتر الثأر وتقتل "الطارف غريم" ومع ذلك فان لمرجعياتها مكانها في الحوار.

الانتقالي ينطلق من عقيدته الوطنية بالحوار فإذا كان الآخرون قمعوا وسجنوا وأقصوا وأبعدوا وطاردوا بل ما قبلوا حتى شهداء شبوة لأجل فرض اليمننة وهو مالم يقم به الانتقالي ضد أشد الناقدين والمختلفين معه.
الحوار ليس إقامة حجة ولم يكن الخلاف أو الاختلاف الجنوبي علي مقومات الحياة وخدماتها كما يحاول بعضهم أن يختزل قضية الجنوب الوطنية وإنهاء في الخدمات فهذا تحقير لها ولدماء شهدائها فالخدمات حقوق ولم تكن الخدمات عناوين الحوارات السياسية  اللهم  في زعبقات الرافضين للحوار الجنوبي.

 الخلاصة أنهم لا يريدون حوارا بين الجنوبيين بل يزعجهم فما زالوا يُمنّون أنفسهم بذهاب الجنوب إلى صنعاء، لكن هذه المرة لم يتبقَ لديهم إلا أماني التواصل الاجتماعي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى