​نخبتنا وإثراء نفسك.. لم لا تفعل الشيء نفسه للمواطنين

>
الوعي العام في البلاد مرهق من سلوكيات وباطل بعض المسؤولين من النخبة، التي لا تدرك حقيقة أن الحكم عليها وعلى من سبقها يأتي أولاً من خلال نواياها، وثانياً من خلال نتائجها.

النخبة اليمنية هي واحدة من أكثر النخب شهرة وغرابة في العالم، والسبب أن لقب نخبة في اليمن ينتقل بالوراثة والمحسوبية والحروب وبعض ممن يحملون اللقب "أميين"، ومع ذلك ليس مستوى التعليم هو ما يوحد أكثرية النخبة اليمنية من الآباء إلى الأبناء، بل السلطة والمال العام وعناصر من الجدول الدوري في أعماق الأرض "ثروات" وكيفية الوصول إليها وبيعها.

بعض من نخبة اليمن تتوارث مفاهيمها المريضة مثل عدم الإيمان بتنمية البلاد ولا بالولاء للوطن ومواصلة الفساد والصراعات، الشعب بالطبع لا يصدقهم وهم أنفسهم لا يثقون ببعضهم البعض ومن أجل فهم عميق ودقيق لشكل نخبة اليمن المختلفة يمكننا تقسيمها إلى خمس مجموعات لا تحتاج إلى شرح: عائلات النخبة من المسؤولين المدنيين والعسكريين، رجال الأعمال، الزعماء الدينيين، المثقفين والتكنوقراط الجدد، شيوخ القبائل.

غالبية نخبتنا من النوعية المتدنية من حيث التعليم والمهنية وتدهورها ازدادت بعد حرب 1994 التي أفرغتها من محتواها الوطني والأخلاقي والإنساني، والسبب في ذلك يكمن في عدم الاتفاق داخل النخبة على تقاسم كعكة البلاد بحيث يكون هناك ما يكفي ليس فقط للسرقة والشبع، ولكن أيضًا للتنمية وهذه الحالة جعلتنا الوحيدين في المنطقة وربما في العالم من الذين مازالوا يعيشون في متحف من الماضي.

يمكن للمرء بسهولة أن يميز بين النخب التقليدية عن الحديثة والدينية عن العلمانية والديموقراطية عن العسكرية.. إلخ من خلال أعمالها التنموية في المجتمع، إلا في منطقة اليمن من الممكن تميز النخبة من خلال مؤازرتها لضجيج المدافع وأزيز الرصاص والحرص في كل الظروف على شفط الثروات والمال العام وبناء القصور داخل وخارج البلاد، بينما الشعب يموت فقراً وجوعاً.

نخبتنا تعيش على مبدأ "إثراء نفسك" وأتمنى أن تفعل الشيء نفسه للناس العاديين وإن لم تستطيع فرجائنًا أن تكف عن التوريث، لأن مفهوم النخبة لا ينتقل بالوراثة أو باسم المنطقة أو الحزب، بل نتيجة الانتقاء والتقسيم الطبيعي للممثلين الأكثر قدرة وجدارة والذين يتمتعون بالتفوق الفكري وصفات أخلاقية ومدنية عالية ولديهم أعلى شعور بالمسؤولية تجاه الشعب والوطن.

إذا منعنا فساد النخبة فلن يكون هناك فساد في القاع، كذلك والأهم يجب أن يكون ثابتًا في الذهن أن "الرشوة جريمة " كما كان في الجنوب قبل الوحدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى